في ظل التوتر الذي تشهده منطقة الخليج العربي، أقدم جهات مجهولة على تلغيم ست سفن عملاقة من حاملات للنفط وإلحاق أضرار كبيرة بها، وهذه العملية هي غريبة وترمي الى إشعال فتيل الحرب لاسيما في ظل التهديدات الأمريكية لإيران.
وتعرضت سفن عملاقة تحمل أعلام دول مختلفة وهي الإمارات والعربية المتحدة والعربية السعودية والنروج الى عمل تخريبي صباح الأحد الماضي عندما كانت راسية في المياه الإقليمية للإمارات بالقرب من ميناء الفجيرة، حيث أصيبت بأضرار تجعلها لا تستطيع الملاحة إلا بعد الإصلاح.
وحاولت الإمارات التستر على هذه الاعتداءات إلا أن وسائل إعلام دولية سارعت الى الحديث عنها، مما جعل أبو ظبي تعترف في آخر المطاف بوقوعها. واكتفت الإمارات حتى الآن بوصف ما جرى بالهجوم على سيادتها، وهو ما سطرت عليه الرياض كذلك.
وأعربت إيران عن قلقها من هذه التطورات ونسبيتها الى جهات ما تعمل على ضرب استقرار المنطقة والإضرار بأمن النقل البحري الدولي.
وهناك روايات متعددة، وأبرزها، واحدة، تتهم الإماراتيين والسعوديين بافتعال الهجمات واتهام إيران بالوقوف وراءها لدفع الولايات المتحدة الى الهجوم نظام طهران، وتقول رواية أخرى بضلوع إيران حتى تحذّر الخليجيين من أن حظر تصدير النفط الإيراني سيكون كارثة على الجميع. وتوجد رواية أخرى، تشير الى فرضية تورط الولايات المتحدة وإسرائيل لشن الحرب ضد إيران.
والمثير في هذا الملف، هو التزام الولايات المتحدة الصمت المطلق، ولم يصدر عنها أي تعليق على حدث هام للغاية وفي منطقة حساسة، وهو تصرف غير عادي.
في الوقت ذاته، وقد يكون التفسير الأقرب للغز أن استهداف سفن الفجيرة من تدبير جهاز استخبارات محترف لقياس ردود الأفعال المتوقعة -بافتراض حسن النية- أو بصب الزيت على النار وإشعال الموقف، وتظل الحقيقة رهينة بتحقيق دولي لتحديد الفاعل.