تعمل دول الاتحاد الأوروبي على بلورة سياسة موحدة لمواجهة الهجرة وخاصة طلبات اللجوء وإشكالية القاصرين، ويعتبر المغرب من الدول التي يرغب الاتحاد الأوروبي فتح مباحثات معها، بينما تهدف حكومة مدريد الى إدماج سبتة ومليلية في الاتفاقية لحل مشكل القاصرين المغاربة.
وتحول موضوع اللجوء والمهاجرين الى ملف شائك وسط الاتحاد الأوروبي في ظل وصول مئات الآلاف شهريا بسبب النزاعات السياسية الدموية ومنها سوريا وكذلك بسبب استمرار الهجرة الاقتصادية، حيث يحاول المهاجرون الاختباء في جبة اللاجئين.
ومن المنتظر توصل وزراء الخارجية والعدل في دول الاتحاد الأوروبي الى اتفاقية أوروبية يتم بموبجها حل مشكل اللجوء والهجرة في القارة الأوروبية. ومن الدول التي سيتم فتح المباحثات معها المغرب بحكم وجود عشرات الالآف من المهاجرين المغاربة السريين في دول مثل اليونان والمانيا والسويد والنمسا، حيث يرغب الاتحاد الأوروبي في ترحيلهم.
وقد قبل المغرب بفتح مفاوضات على انفراد مع دول مثل السويد حول القاصرين ومع المانيا بعد المكالمة التي جرت بين المستشارة أنجيلا ميركل والملك محمد السادس.
وحول الاتفاقية المرتقبة، قال وزير الخارجية الإسباني مانويل غراسيا مارغايو أن المغرب لن يعترف بإسبانية سبتة ومليلية وبالتالي من الصعب التوصل الى اتفاق مباشر حول القاصرين المغاربة الذين بلغ عددهم 500 قاصرا في مليلية وحدها.
وفي المقابل، قال الوزير أنه سيطرح وسط الاتحاد الأوروبي الوضع الاستثنائي لسبتة ومليلية لأن الاتحاد الأوروبي يعتبر حدود المدينتين مع المغرب هي حدود أوروبية، ويضيف أنه وقتها سيمكن التوصل الى اتفاق لترحيل القاصرين.
وكان موضوع الهجرة قد تسبب في مشاكل عديدة بين الرباط ومدريد، ولكن جرى تجاوزها خلال السنوات الأخيرة الى مستوى قيام المغرب ببناء أسوار حول مليلية والآن حول سبتة المحتلتين.
ويعتبر ملف سبتة ومليلية من الملفات الترابية العالقة بين البلدين، إلا أن المغرب عمل على تغييب هذا الملف من خطب الملك محمد السادس ومن خطب وتصريحات الحكومة المغربية، وبدورها تلتزم الأحزاب السياسية الصمت المطلق.