تأخرت الزيارة التي كان ينوي الملك محمد السادس القيام بها الى روسيا ضمن البحث عن حلفاء جدد ضمن القوى الكبرى بعد البرودة التي أصابت العلاقات بين الرباط وواشنطن والتوتر القائم مع باريس.
وكانت الأوساط المقربة من القصر الملكي قد أكدت على زيارة الملك الى موسكو خلال شهر يونيو الماضي، وجرى الحديث لاحقا عن شهر أكتوبر الماضي وأسهبت الصحافة في تحليلها والتعليق عليها. وما بين الشهرين قام وزير الخارجية صلاح الدين مزوار بزيارة الى روسيا ولكن لم يتم تحديد الزيارة الملكية.
ويراهن المغرب على روسيا لعقد اتفاقي استراتيجي يتجاوز ما هو تجاري الى اتفاق سياسي شامل تستفيد منه دبلوماسية المغرب في النزاع حول الصحراء، لاسيما وأن سياسة موسكو الجديدة تقوم على تفادي اتخاذ قرارات في الأمم المتحدة تؤثر على استقرار دول ومناطق.
ويرغب المغرب في تعزيز العلاقات مع موسكو وبكين في ظل التوتر القائم مع حلفاءه الرئيسيين في الغرب وأساسا البرودة الحاصلة في العلاقات مع واشنطن بسبب ملف الصحراء، وكذلك التوتر مع فرنسا بسبب ملف ملاحقة مدير المخابرات المدنية عبد اللطيف الحموشي وملفات أخرى.
وتجهل الأسباب التي تقف وراء تأجيل الزيارة هل يتعلق الأمر بالجانب المغربي أم الجانب الروسي أم بعدم إعداد الاتفاقيات التي سيوقع عليها البلدان خاصة في ظل الحديث عن جعلها زيارة تاريخية ذات طابع استراتيجي.
وقد يعود تأخير الزيارة الى التريث الذي قد يكون يبديه طرف من الطرفين، فروسيا بدون شك لا ترغب في تطوير العلاقات مع الجزائر، الحليف التاريخي في شمال المغرب. وفي الوقت ذاته، قد يكون المغرب غير مقتنع حاليا بخوض دبلوماسية جديدة على حساب علاقاته التاريخية مع الغرب وبالأخص فرنسا والولايات المتحدة بحكم أن التوتر قد يزول مع مرور الوقت.
ويدرك المغرب أنه لا يمكن الرهان على روسيا مؤقتا ضدا في المغرب وبعد ذلك التراجع عن التزامات استراتيجية قد يكون اتفق بشأ،ها مع موسكو، لأن التراجع سيجعل الأخيرة أكثر تشددا مع المغرب في ملفات ومنها نزاع الصحراء.