لأول مرة في تاريخهما، مناورات عسكرية بحرية صينية روسية في المتوسط تحت أعين دول المنطقة ومنها المغرب

سفن حربية صينية

ستقوم القوات البحرية الصينية والروسية خلال منتصف مايو الجاري بمناورات عسكرية في البحر الأبيض المتوسط، وهذا يحدث لأول مرة في تاريخهما العسكري، حيث كان المتوسط بعيدا عن اهتمامات الصين العسكرية. ويشكل الخبر حدثا عسكريا للدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول المغرب العربي ومنها المغرب.

ونقلت وكالة الأنباء الصينية عن الناطق باسم وزارة الدفاع في بكين، جينغ يانشينغ منذ أيام مشاركة تسع سفن حربية في المناورات العسكرية التي ستجري في منطقة البحر المتوسط، وهي سفن حربية روسية وصينية، وهذه الأخيرة تابعة للأسطول العشرين الصيني.

الناطق يتابع في تصريحاته حول الهدف من المناورات “الهدف الرئيسي هو تعميق التعاون وعمل البلدين في تسيير قدراتهما العسكرية البحرية المشتركة لمواجهة المخاطر التي تهدد الأمن البحري”. ونفى ربط هذه المناورات بالوضع المتوتر في بعض مناطق البحر الأبيض المتوسط، في تلميح الى ليبيا وسوريا.

وبدأت بكين وموسكو مناورات عسكرية بحرية مشتركة سنة 2012، لكنها جرت كلها في مياه المحيط الهادي. وعليه، يبقى الرهان على المتوسط مؤشرا على الرغبة في التواجد في كل بحار العالم.

وإذا كانت روسيا تتواجد في البحر المتوسط منذ مدة طويلة وكثفت من تواجدها خلال السنوات الأخيرة، فلم يعرف عن الصين أي اهتمام عسكري  بالمتوسط، وبالتالي، يأتي هذا الحضور في إطار استراتيجية جديدة تغطي المتوسط من مضيق جبل طارق الى قناة السويس.

ويعتبر البحر المتوسط القفزة الثانية لسلاح البحرية الصينية، وكانت القفزة الأولى خلال العقد الماضي عندما رفعت من تواجدها العسكري في المحيط الهندي بشكل ملفت للغاية تحت مبرر حماية خطوط التجاربة الدولية.

وتعتبر الصين نفسها دولة تجارية رئيسية، ولهذا تريد تواجدا بحريا قويا لحماية مصالحها.  وكانت المجلة الرقمية اليابانية >ذي دبلومات” المتخصصة في الدراسات الاستراتيجية قد نبهت الى استثمار الصين في موانئ تجارية في باكستان وسيري لانكا ومنيمار، وكتبت عن احتمال تحويل الصين هذه الموانئ الى مرافئ عسكرية في وقت الأزمات وتعزيز خططها للسيطرة على المحيط الهندي.

واستراتيجيا، يعتبر المتوسط امتدادا للمحيط الهندي على مستوى مضيق المندب وقناة سويس، وهذا ما يجعل البحرية الصينية تتواجد الآن في المتوسط، وهو تواجد لأول مرة وترافقه بمناورات عسكرية مع روسيا، الأمر الذي يحمل مؤشرات قوية على اهتمام صيني بالمتوسط.

وتجهل الدول التي قد تقدم خدمات وتسهيلات عسكرية للبحرية الصينية، ولكن تبقى الجزائر المرشحة الأولى بحكم العلاقات القوية بين البلدين وبحكم رهان الجزائر على عدم انفراد الغرب لوحده بالسيطرة على المتوسط.

ولا يمكن فصل المناورات العسكرية المقبلة وكذلك اهتمام الصين بالمتوسط بالتطورات التي تشهدها الخريطة جيوسياسية عالميا خلال السنوات الأخيرة.

وتعتبر هذه المناورات مفاجئة حقيقية للدول الغربية وعلى رأسها دول مثل إيطاليا وفرنسا واسبانيا لأنها دائما اعتبرت المتوسط بحرا غربيا تحكمت فيه رفقة الولايات المتحدة، والآن تشهد تغييرا جذريا.

في الوقت نفسه، سيراقب المغرب هذه المناورات بحكم أنها ستشل المياه القريبة من المتوسط، وتعني كذلك احتمال وجود بين الحين والآخر للأسطول الصيني بالقرب من مضيق جبل طارق.

وكانت روسيا قد أعلنت منذ ثلاث سنوات، عودتها القوية الى منطقة المتوسط ومنها مضيق جبل طارق، حيث تتمركز سفن حربية باستمرار بالقرب من مدخل المضيق.

مقالات ذات صلة

Sign In

Reset Your Password