أنهى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارته الى الجزائر أمس الخميس بالدعوة الى انتخابات رئاسية شفافة، وقد رفض عدد من القادة السياسيين الزيارة واعتبروها دعما للنظام القائم. ورغم عدم ظهوره في الحملة الانتخابية فقد استقبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عميد الدبلوماسية الأمريكية. وحول نزاع الصحراء الذي حضر في المباحثات قال وزير الخارجية أن مواقف كيري معروفة في هذا النزاع، في إشارة إلى ميله لتقرير المصير.
وتأتي زيارة كيري الى الجزائر بعدما كان قد جرى تأجيلها خلال ديسمبر الماضي بسبب مفاوضات الملف النووي في جنيف بين إيران والسداسية، وتدخل زيارته ضمن ما يسمى القمة الاستراتيجية بين البلدين الهادفة الى تطوير العلاقات الثنائية.
وأجرى كيري مباحثات مع نظيره الجزائري رمطان العمامرة واستقبله لاحقا رئيس الجمهورية بوتفليقة. ورغم غياب بوتفليقة عن الحملة الانتخابية للرئاسيات التي يعتبر أبرز المرشحين للفوز بها، فقد قام باستقبال كيري، وبدا في المشاهد التي قدمها التلفزيون متعبا كعادته خلال السنة الأخيرة.
وكان اللقاء مع بوتفليقة بروتوكوليا، بينما جرت المفاوضات مع وزير الخارجية الجزائري، وتؤكد وكالة الأنباء الجزائرية معالجة القمة التي تأتي في إطار “الحوار الاستراتيجي-الجزائري” لمواضيع على رأسها مكافحة الإرهاب، حيث يؤكد البيان الختامي تشارك البلدين في الرؤية لمعالجة هذه الظاهرة.
ويؤكد رمطان لعمامرة أن العلاقات الثنائية “تتجه نحو تحالف مبني على أسس صلبة من الثقة والاحترام المتبادل والقيم والمصالح المشتركة” مضيفا أن السوق الجزائري “مفتوح ومهيأ لتجاوز كل العوائق والصعوبات المتبقية ليصبح أكثر استقطابا لجلب الاستثمار الأجنبي”. و من جهته قال كيري انه “متحمس جدا” لهذه الدورة التي ستفتح آفاقا واسعة جدا للتعاون بين البلدين” مشيرا إلى أن الأشغال ستسمح ب”تطوير” التعاون الجزائري الأمريكي “بصفة معتبرة”.
ورغم معالجتها عدد من الملفات، تحاول الجزائر وفق البيان وتصريحات مسؤوليها استمالة واشنطن من خلال تطوير العلاقات التجارية والاستثمارات خاصة في مجال الطاقة. وخلفت هذه الزيارة ردود فعل متفاوتة بين الترحيب الرسمي وبين التنديد من طرف قادة سياسيين من بينهم زعيمة حزب العمال لويزة حانون التي اعتبرتها زيارة شؤم.
وعلاقة بالشق الذي يهم المغرب وهو نزاع الصحراء، قال رمطان لعمامرة في الندوة الصحفية أن المسؤول الأمريكي يتفهم جيدا موقف الجزائر من هذا النزاع وهو دعم الجزائر لجبهة البوليساريو، مضيفا أن مواقف كيري معروفة في هذا النزاع.
وكان يشير بذلك الى الموقف المساند لجون كيري لجبهة البوليساريو وتأييده لتقرير المصير. وكان كيري قد وقع سنة 2001 على وثيقة في الكونغرس الأمريكي تطالب ويزر الخارجية وقتها كولن بأول بدعم استفتاء تقرير المصير في الصحراء، وصادق على مقترح تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء.