سمحت السلطات الكوبية بافتتاح أول مقهى إنترنت “سيبير كافي” في البلاد، ليلتحق الكوبيون بالعالم الافتراضي لكن إنترنت ممنوعة في منازلهم، ويبرز هذا الحدث السيطرة الحديدية التي تمارسها هافانا على الاعلام والاتصال الخارجي بشكل مثير للغاية.
وأول مقهى إنترنت جرى افتتاحها هذا الأسبوع ستكون واحدة من ضمن مائة في كوبا بغدما كانت إنترنت تقتصر فقط على الفنادق الخاصة بالأجانب وعلى بعض مؤسسات الدولة وليس كلها، وكان يسمح لبعض المواطنين بالاتصال ولكن بشروط ومراقبة وخاصة في بعض الجامعات.
وتسمح مقاهي الانترنت لروادها الاطلاع على خبايا العالم الافتراضي عدا بعض المواقع المحجوبة حكومياً لأسباب تتعلق بمحتواها المثير للجدل وفق ما ذكرته وكالة “اسوشيتد برس””.
هذا و يعتبر الانترنت رفاهية في كوبا وفق المعايير المحلية، فتعرفة دخول الانترنت باهظة في كوبا اذ تبلغ تعرفة الولوج للعالم الافتراضي لمدة ساعة 4.5 دولاراً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن متوسط دخل الفرد في كوبا يبلغ 20 دولاراً.
وجاء افتتاح المقهى تنفيذا لوعد السلطات الكوبية في أواخر الشهر الماضي بأن تفتتح 118 مقهى للإنترنت في أنحاء البلاد للاستفادة من كابل ألياف ضوئية ممدود من فنزويلا، وستنضم هذه المقاهي إلى حوالي 200 نقطة اتصال بالإنترنت في الفنادق السياحية بالجزيرة.
ونفى نائب وزير الاتصالات الكوبي ويلفريدو جونزاليز فيدال في مقابلة سابقة أن تكون هناك دوافع سياسية وراء قرار تقييد الدخول إلى الإنترنت، كما يقول معارضون. وقال لصحيفة “غرانما” اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي في كوبا :”نؤكد أنه لا توجد حدود لاستخدام الإنترنت سوى تلك المتعلقة بالجوانب التكنولوجية والمالية”.
وانتظر الكوبيون الاتصال بشبكة الانترنت على مدى عشرات من السنين، ليدخل الانترنت بلادهم عبر كابل ممتد على قاع المحيط، منذ عام تقريباً الا أنه بقي حصرياً على المرافق الحكومية فقط، بعد أن رفضت السلطات الموافقة على توصيل خدمة الإنترنت إلى المنازل الخاصة على الرغم من التوسع في البنية التحتية لقطاع الاتصال مؤخراً.
وكان الانترنت ممنوعا في كوبا منذ أيام اختراعه الأولى والاتصال بالإنترنت بشكل غير قانوني كان يعاقب بالسجن لمدة تصل لخمس سنوات. وبعد أن سلم فيديل مهامه الرئاسية وبشكل مؤقت لأخيه راؤول كاسترو في عام 2006 لم يطرأ أي تغير على الحال، لكنه في شهر فبراير 2008 عندما استلم راؤول الحكم رسميا ففاجأ الجماهير في خطاب قبوله السلطة، بوعده بإزالة بعض القيود التي تحد من حياة الكوبيين اليومية.
وبهذا يلتحق الكوبيون بعالم الإنترنت والعالم لاافتراضي، لكن بقى التساؤل، من يمتلك أربعة دولارات ونصف من أجل ساعة من الإنترنت بينما الدخل الفردي هو عشرين دولار في الشهر. ومن باب المقارنة، تخيلوا أن ساعة الإنترنت في المغرب تساوي 650 درهم للساعة بينما الدخل سميك هو 2500 درهم.