مدريد ـ ‘القدس العربي’: ينوي المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية كريستوفر روس بدء مشاورات سرية بين الأطراف المعنية بهذا النزاع في محاولة للتقدم. وسيحاول الاعتماد على ما وصفه لأول مرة ‘بالحل الوسط’ بين الحكم الذاتي وتقرير المصير.
وهذا التصور يعني الاقتراب من مفهوم الكونفدرالية الذي سبق لجريدة ‘القدس العربي’ أن أشارت إليه سابقا.
وفي تقريره الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الاثنين من الأسبوع الماضي، كشف كريستوفر روس مجموعة من الخطوات العملية نحو البحث عن الحل، وفي الوقت ذاته، قدم بعض التصورات التي تسمح باستخلاص بعض النتائج.
في هذا الصدد، يبرز في تقريره الذي تتوفر جريدة ‘القدس العربي’ على نسخة منه ‘أنوي البدء في مشاوراتي الثنائية السرية والبحث مع الطرفين والدولتين المجاورتين في النصف الثاني من شهر ايار(مايو)’.
ويبرز كريستوفر روس رهانه على لقاءات سرية مع المغرب والبوليزاريو لمعالجة المواضيع العالقة والمقترحات ومنها البحث عن حل سياسي نهائي للصحراء الغربية بعيدا عن الأضواء، بحكم أن السرية تسمح بتبادل الأفكار بدون رقابة رسمية أو التزام رسمي كما هو الشأن في المفاوضات العلنية والرسمية. وهذا التصور يعني رهان روس على تطوير المفاوضات غير المباشرة.
ويعتبر روس أن تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر تبقى حيوية وضرورية للبحث عن الحل بحكم وزن البلدين ونظرا لدور الجزائر في هذا النزاع، فلا يمكن تحقيق أي تقدم في ظل غياب حوار ثنائي بين البلدين.
وعن الخطوات الأخرى في البحث عن أفكار، لا يستبعد روس زيارة تونس وليبيا، اعتقادا منه بإمكانية لعب المغرب العربي دورا في البحث عن الحل. كما ينوي زيارة الاتحاد الافريقي الذي وجه له دعوة للحضور لمعالجة نزاع الصحراء.
يذكر أن المغرب لم يعد عضوا في هذا الاتحاد منذ سنة 1981، تاريخ قبول البوليزاريو كدولة.
ويبقى الأساسي أن كريستوفر روس يبرز رؤيته للحل المستقبلي إذا ما لم يتم تحقيق التراضي وهي: ‘ما آمله من فعل ذلك هو أن أقنعهم (المغرب والبوليزاريو) بالمضي إلى أبعد من الدفاع عن مقترحات رسمية (الحكم الذاتي أو تقرير المصير) والبدء في التفكير بمرونة في عناصر حل وسط محتمل’.
وعناصر الحل الوسط المحتمل هي القائمة على محاولة التوفيق بين الحكم الذاتي وتقرير المصير ، وهذا يمكن ترجمته الى محاولة إنشاء نظام كونفدرالي بين الصحراء والمغرب. وهذه أول مرة يتحدث فيها كريستوفر روس عن حل الوسط بعيدا عن تقرير المصير الذي كان يؤكد عليه بحكم وروده في قرارات مجلس الأمن.