تنافس فريقان يعتبران رمزا للمطالب الجمهورية على كأس تعتبر رمزا للملكية، يحدث هذا في بلد واحد في العالم، في اسبانيا، حيث كانت المواجهة ليلة السبت الماضي متعددة، بين فريق برشلونة وأتلتيك بيلباو في إطار رياضي محض ومواجهة الفريقين للسلطة المركزية في مدريد في قالب سياسي محض.
وعاد الفوز بكأس ملك اسبانيا التي جرت ليلة السبت الماضي في مدينة برشلونة الى فريق برشلونة بثلاثة أهداف لهدف واحد على حساب فريق أتلتيك بيلباو. وهي نتيجة منطقية بحكم توفر برشلونة على أحسن لاعبي العالم بزعامة الثلاثي القاتل القادم من أمريكا اللاتينية، الأرجنتيني ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغوايي سواريث، بينما لا يلعب أي لاعب أجنبي/نجم في صفوف الفريق الباسكي.
واعتادت ملاعب اسبانيا عند كل نهاية كأس الملك أن تكون مسرحا لما هو سياسي ويتجلى في التصفير ضد النشيد الوطني عندما يتم عزفه، ويتعاظم الأمر عندما يكون في النهائي فريق من فرق الأقاليم التي ترغب في الانفصال عن اسبانيا.
واجتمعت توابل سياسية حارة هذه المرة في الدورة الأخيرة لنهاية كأس الملك، فالنهاية جمعت بين برشلونة وأتلتيكو بيلباو، وتزامنت مع السنة الأولى من تولي الملك فيلبي السادس العرش، وكذلك مع ارتفاع حدة الانفصال في كتالونيا وبلد الباسك.
ويعد فريق برشلونة رمزا من رموز استقلال كتالونيا عن اسبانيا، ويعبر عن الانفصال في ملاعب كرة القدم حاملا معه علم كتالونيا خاصة في النهائيات والمنافسات الدولية، ويعتبر لاعبوه بمثابة سفراء “دولة كتالونيا المستقبلية”.
ويفوق فريق أتلتيكو بيلباو نظيره الكتالاني تطرفا، فهو الفريق الذي لا يلعب في صفوفه أي لاعب أجنب، ويكتفي فقط بلاعبي الاقليم أو أبناء المهاجرين الباسك في الخارج. وهو الفريق الأوروبي الوحيد الذي يرفض التعاقد مع لاعبين أجانب بل ويرفض حتى التعاقد مع لاعبين خارج منطقة الباسك، أي ينتمون الى باقي مناطق اسبانيا. فالأمر يتعلق بفريق باسكي محض شكلا ومضمونا. وقرر أتلتيك بيلباو التخلي عن التعاقد مع الأجانب في قرار اتخذه سنة 1909.
وعلى شاكلة الحكومات العربية، أرادت الحكومة الإسبانية الحالية معاقبة كل من قام بالتصفير ضد النشيد الوطني في الملاعب، وسنت قانونا في هذا الشأن عبر جامعة كرة القدم. والذي حصل يوم نهاية كأس العام، هو قيام الجمهور الذي قارب مائة ألف، خمسين ألف باسكي وخمسين ألف كتالاني في ملعب كامب ناو، قلعة الانفصال، بالتصفير ضد النشيد الوطني عندما بدأ عزفه، تصفير بشكل لم تشهده ملاعب كرة القدم الإسبانية في الماضي.
وحدث هذا أمام أنظار الملك فيلبي السادس الذي يسلم أول كأس لملك اسبانيا بصفته ملكا للبلاد، وتزامن مع الذكرى الأولى لوصوله الى العرش بعد تخلي والده خوان كارلوس عن العرش خلال يونيو الماضي. وبينما كان الجمهور يرفض بتصفيره الملك، كان في المقابل يصفق لملك آخر، ملك كرة القدم الجديد ميسي.
وهكذا، فقد تنافس فريقيان جمهوريان على كأس ملكية، نعم، يحدث هذا في اسبانيا.