بدأت مناورات حربية اليوم الخميس في شواطئ مالقا جنوب شرق اسبانيا وبالقرب من المدخل الشرقي لمضيق جبل طارق بمشاركة مغربية وجزائرية واسبانيا والبرتغال وتهدف الى مواجهة التحديات الإرهابية في هذه المنطقة البحرية. وتتزامن هذه المناورات مع أجواء القلق الأمني جراء التهديدات الإرهابية في البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. وهي المناورات الوحيدة التي تلتقي فيها قوات مغربية وجزائرية.
وتجري هذه المناورات في إطار مجموعة خمسة زائد خمسة وهو إطار سياسي للتعاون يضم كل من البرتغال واسبانيا وإيطاليا ومالطا وفرنسا عن أوروبا ودول المغربي العربي الخمسة، المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا. غير أن المشاركة في المناورات ستقتصر على ما يبدو على أربعة دول وهي المغرب والجزائر والبرتغال اسبانيا، وهي الدول المعنية أكثر بالمدخل الشرقي والغربي لمضيق جبل طارق.
وتفيد وزارة الدفاع الإسباني بمشاركة 900 جندي وخمسة سفن حربية وثلاثة طائرات وثلاث طائرات مروحية وتنص على التنسيق بين قطع حربية بحرية وأخرى جوية في ملاحقة مشتبه فيهم.
ويشارك المغرب بفرقاطة “مولاي إسماعيل” التي تحمل طائرة مروحية، والجزائر بسفينة الحرب “سمان” بينما تشارك البرتغال بالسفينة كوربيت “ألفونسو سيركيرا”، وتشارك اسبانيا بالفرقاطة “فيكتوريا” التي تعتبر من الفرقاطات المتطورة في سلاح البحرية الإسبانية.
ويفيد بيان الدفاع الإسبانية بأن المناورات تهدف أساسا الى التعاون في تطبيق القانون الدولي الخاص بالبحار ومن عناوينه مكافحة العمليات المشبوهة وغير القانونية. وتحت هذا الشعار أو العنوان يتم محاربة الإرهاب كما يتم محاربة الهجرة السرية وكذلك تهريب المخدرات. وعمليا، تتضمن المناورات رصد سفن مشبوهة وتفتيشها بينما أخرى يجري اقتحامها.
وتجري هذه المناورات في وقت يشهد فيه البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط اضطرابات ناتجة عن عمليات الحركات المتطرفة ورد المنتظم الدولي عبر قصف مواقع داعش. ويشهد غرب البحر الأبيض المتوسط عمليات مشبوهة على رأسها تهريب المخدرات بكل أنواعها ثم الهجرة السرية، بينما لم يتم تسجيل أي حادث إرهابي في هذه المنطقة البحرية خاصة وأن الشواطئ تخضع لدول قوية أمنية مثل اسبانيا والبرتغال والمغرب والجزائر ولم يصل خطر إرهاب الساحل الى المتوسط. ورغم ذلك ترفع الدول المعنية من المراقبة والإجراءات الأمنية.
و هذه المناورات هي الوحيدة التي تشارك فيها دول المغرب العربي بفضل مبادرات غربية-أوروبية ولاسيما في حالة المغرب والجزائر حيث الجفاء والتوتر بين الطرفين.