قوات الأمن المغربية تفرق مسيرة تضامنية مع ضحايا فيضانات الجنوب
فرقت قوات الأمن المغربي، مسيرة نظمتها، اليوم الأحد، جمعيات أمازيغية بالدار البيضاء (كبرى مدن المغرب)، شارك فيها المئات للتضامن مع ضحايا السيول جنوبي البلاد، ما أسفر عن وقوع إصابات (لم يحدد عددها) في صفوف المحتجين وتوقيفات، بحسب مراسل الأناضول.
وفي حديث للأناضول، قال عضو في جمعية “حركة توادا إمازيغين فرع أنفا بالدار البيضاء” (شعبية مستقلة)، إن الأمن المغربي “تدخل بقوة لتفريق مسيرة منظمة من طرف جمعيات أمازيغية بمدينة الدار البيضاء للتضامن مع ضحايا السيول التي عرفتها بعض المناطق جنوبي المغرب مؤخرا”.
وأشار عضو الجمعية الأمازيغية الذي فضل عدم ذكر اسمه، بسبب المتابعات الأمنية القائمة حاليا في صفوف بعض المشاركين في المسيرة، إلى أن بعض الجمعيات الأمازيغية بمدينة الدار البيضاء، سبق أن تقدت بطلب تنظيم مسيرة احتجاجية تضامنية مع ضحايا السيول إلى السلطات المحلية بالدار البيضاء، إلا أن هذه السلطات أشعرت الجمعيات في آخر المطاف أن المسموح به هو وقفة وليس مسيرة.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الجمعيات الأمازيغية تشبثت بتنظيم مسيرة، لأن الطلب المقدم للسلطات المحلية ينص على ذلك.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات المحلية بمدينة الدار البيضاء، على ما ذكره المصدر.
وأفاد مراسل الأناضول، أنه بعد انطلاق المسيرة، التي شارك بها نحو 500 فرد، تدخل الأمن المغربي لتفريقها، وتمت مصادرة بعض مكبرات الصوت التي كانت بحوزة المحتجين، مما خلف إصابات وتوقيفات طالت بعض النشطاء الأمازيغ.
ولا يزال بعض الموقوفين حتى الساعة 19.00 تغ، في مخافر الشرطة، بحسب عضو الجمعية الأمازيغية.
وأفاد البيان الختامي للمسيرة الذي تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، أن هناك تراجعا خطيرا بالمغرب على المستوى الحقوقي والحريات، بالإضافة إلى التضييق المتزايد على الحقوق الأمازيغية.
وبحسب ذات البيان، فإن المسيرة تأتي للتضامن مع ضحايا السيول، والأمطار التي كشفت بعض مظاهر الفساد من خلال هشاشة البنيات التحتية، والغش الذي يطالها.
وفي آخر حصيلة لها في 2 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، قالت السلطات المغربية إن عدد ضحايا الفيضانات التي شهدتها بعض مناطق الجنوب المغربي، بلغ 47 شخصا لقوا مصرعهم جراء السيول، خاصة في منطقة كلميم (جنوب غرب).
وجفت مياه السيول التي أغرقت مناطق واسعة في مدينة سيدي إفني (جنوب)، وضواحيها قبل أسبوعين، وبدأت الحياة الطبيعية تعود إلى المدينة الهادئة التي يلقبها أهل الجنوب المغربي بـ”وردة الجنوب”.
لكن، لا تزال آثار الدمار الذي خلفته الفيضانات جراء الأمطار الغزيرة بادية للعيان، حيث لحقت أضرار فادحة بالطرق والقناطر الرابطة بين المدينة وأطرافها، بحسب جولة لمراسل الأناضول.
وتضررت بشكل كبير، قنوات الصرف الصحي، وشبكة توزيع الماء الصالح للشرب، مما ضاعف من معاناة السكان نتيجة انقطاع الماء، كما جرفت الفيضانات بعض أعمدة الإنارة الكهربائية، وبعضها لا يزال مرميا في شوارع المدينة.
ودمرت السيول جزءا مهما من الطرق الرئيسية الرابطة بين مدينة سيدي إفني، ومدينة كلميم على طول 50 كلم، حتى أن الوصول إلى سيدي إفني صار يتطلب المرور بمسالك جبلية وعرة على مسافة 85 كلم.
من جانبها، أفادت وزارة الصحة المغربية، اليوم الأحد، أن عملية الدعم الصحي بالمناطق المتضررة من التساقطات المطرية (السيول)، والمناطق المعزولة بالوسط القروي منذ انطلاق مرحلتها الأولى ما بين 15 و25 من الشهر الحالي، شهدت 367 زيارة ميدانية للفرق الطبية المتنقلة، شملت الجهات الأربع المستهدفة، وهي “سوس ماسة درعة”، و”كلميم السمارة، و”مراكش تانسيفت الحوز”، و”مكناس تافيلالت”.
وأضافت الوزارة في بيان تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، أنه تم تقديم 30 ألف و925 خدمة صحية خلال هذه العملية، كما تم تنظيم 11 قافلة طبية متعددة الاختصاصات قدمت خلالها 7350 خدمة صحية.
وبحسب ذات البيان، فإنه تم تمكين المستفيدين من الأدوية والعلاجات الضرورية خلال هذه الزيارات الميدانية والقوافل الطبية.