احتضنت العاصمة الرباط الدورة 32 لمجلس وزراء خارجية المغربي العربي، وهي دورة تؤكد مجددا غياب هذا التجمع بسبب الخلافات القائمة في المنطقة وعلى رأسها الصحراء وبدء بعض الأعضاء الانتقال الى تجمعات أخرى مثلما أقدمت عليه موريتانيا مؤخرا.
وجرت أشغال هذه الدورة أمس الجمعة في العاصمة الرباط، وشهدت الخطابات البروتوكولية المعمول بها في كل مناسبة دون إقدام الدول الخمسة على اتخاذ قرار واحد في القضايا الإقليمية والعلاقات مع تكتلات أخرى مثل الاتحاد الأوروبي.
وتميزت هذه الدورة بمقاطعة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة والاكتفاء بالأمين العام للوزارة عبد الحميد سنوسي بريكسي، وذلك تسجيدا لسياسة الجزائر بتخفيض مشاركاتها الوزارية في كل اللقاءات التي يحتضنها المغرب بسبب حادث إنزال شاب مغربي العلم الجزائري من قنصلية الجزائر في الدار البيضاء يوم فاتح نوفمبر الماضي. وتطالب الجزائر باعتذار رسمي مغربي، وهو الاعتذار الذي لم يحصل حتى الآن.
وبدأت بعض الدول تبحث عن بديل استراتيجي للمغرب العربي، وبادرت موريتانيا في هذا الاتجاه بتأسيس “قمة الأمن والتنمية لدول الساحل” التي تضم بوركينا فاوس وتشاد ومالي والنيجر وموريتانيا. وترغب نواكشوط بتنسيق أساسا مع تشاد الى جعل هذا التجمع الجديد قويا للتخاطب مع إفريقيا ما تحت الصحراء ودول المغرب العربي.
ويبقى الإطار الوحيد الذي تتخذ فيه دول المغرب العربي قرارات مشتركة هو مجموعة خمسة زائد خمسة التي تضم هذه الدول رفقة دول أوروبية وهي فرنسا والبرتغال واسبانيا وإيطاليا وقبرص.