تتعاظم أعمال العنف في غرداية جنوب البلاد الجزائرية وتخلف قتيلين جديدين وخسائر مادية كثيرة ما بين ليلة أمس وفجر اليوم، وذلك بعد تجدد المواجهات الطائفية، ولم تفلح السلطات المشغولة، وفق آراء الكثير من الجزائريين، بضمان مرور آمن للولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة في إيجاد حل فاعل لوقف موجات العنف الطائفي المتصاعد وسقوط القتلى ووقوع خسائر مادية.
وسجلت أحداث غرداية المشتعلة بسبب احتقان طائفي بين إباضيين ومالكيين موجات عنف جديدة خلفت قتيلين احدهما تعرض لإطلاق ناري والآخر طُعن بالسلاح الأبيض. وكتبت الصحافة المحلية ومنها الشروق أن غرداية عاشت ” تصعيدا اخر وليلة دامية جرى فيها استعمال اسلحة نارية واكتظت مصلحة الجرحى بعد اشتباكات عنيفة “.
من جهتها نقلت صحيفة الخبر الجزائرية غن السكان قولهم ” سكان غرداية يحلمون المزيد من نعوش الموتى بعد سقوط قتيلين في أقل من 24 ساعة في آخر موجة للعنف”، وتضيف الصحيفة الجزائرية مبرزة أن ” الايام الأربعة الأخيرة شهدت إحدى أعنف موجات العنف في غرداية ” واشارت إلى أنه خلال أحداث العنف الأخيرة هذه جرى ” حرق العشرات من المستودعات وبساتين النخيل والبيوت، وأصيب أكثر من 120 شخصا بجروح بينهم رجال أمن”.
وعلى الرغم من الانتشار المكثف للأمن الجزائري بمحيط غرداية فإنه مع ذلك لم يستطع تأمين هدنة ولو مؤقتة. ولم تتبلور للدولة خطة ناجعة لوقف الاحتقان الطائفي ومنع سقوط ضحايا جدد بينهم قتلى كما جرى أمس. وتقول الخبر الجزائرية في هذا السياق منتقدة تدبير الدولة الجزائرية لهذه الازمة :” لا يبدو أن الأوضاع ستتحسن قريبا في ظل طريقة التسيير الحالية للأزمة”.
وتعيش الجزائر حاليا على إيقاع انتخابات رئاسية مثيرة للجدل بسبب ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المنتهية ولايته والمريض العاجز عن اداء مهامه الرئاسية بشكل طبيعي. ويشغل السلطة الحاكمة في هذا البلد المغاربي بالدرجة الأولى، في هذا الظرف بالذات” تمرير الولاية الرابعة للرئيس المريض وسط معارضة قوية في الشارع وبين قوى سياسية، حيث الاحتجاجات تتسع وتشوش على تركيز السلطة التي عجزت في بلورة مخرج فاعل للاحتقان الطائفي الذي قد يتسع ويخرج عن السيطرة.
وتعيش الجزائر حاليا على إيقاع انتخابات رئاسية مثيرة للجدل بسبب ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المنتهية ولايته والمريض العاجز عن ادء مهامه الرئاسية بشكل طبيعي. وأمام عجز السلطات، يوجه نشطاء شبكات التواصل انتقادات قوية الى السلطة المركزية مفادها أنها منشغلة بتزوير الانتخابات لبوتفليقة بدل الاهتمام بأمن الشعب.
وتوجد مؤشرات قوية على احتمال خروج الوضع عن السيطرة بسبب تعاظم هذه المواجهات من أسبوع الى آخر بشكل مستمر منذ نهاية السنة الماضية.