في ظروف غامضة عائلة تترك ابنتها القاصر تسافر الى دولة مثل بوليفيا رفقة صديق له، الصديق يتزوج القاصر وينقلها الى غابات الأمازون بعيدا، ويتطلب تحرير البنت القاصر تدخلا دوليا متعدد الأطراف. إنها عناصر كتابة سيناريو فيلم مشوق، لكن الأمر يتعلق بأحداث واقعية عاشتها طفلة مغربية تبلغ من العمر تسع سنوات وجدت نفسها زوجة وسط الأمازون.
وتعود وقائع هذه القضة الغريبة الى شهر غشت الماضي عندما تركت عائلة مغربية تقطن في مدينة هوسبيتاليت دي لوبريغات في كتالونيا شمال شرق اسبانيا ابنتها البالغ من العمر تسع سنوات تسافر رفقة صديق للعائلة يحمل الجنسية البوليفية الى هذا البلد الواقع في قلب أمريكا الجنوبية لقضاء جزء من عطلة الصيف هناك. ولا تقدم العائلة المغربية تفسيرا لهذا الترخيص الغريب من نوعه سوى الثقة الزائدة في الصديق البوليفي.
ومرت أسابيع ولم يعد صديق الأسرة وغابته أخباره ولم تظهر البنت المغربية القاص. وأمام هذا الوضع، اضطرت العائلة الى الاستنجاد بالشرطة في مدينة هوسبيتاليت دي لوبريغات. وتتمتع كتالونيا بشرطة تابعة لحكومة الحكم الذاتي ووجدت نفسها عاجزة لسببين، الأول صعوبة تصديق الرواية لأن الشرطة لم تتقبل أن عائلة تترك ابنتها القاصر تسافر الى بوليفيا مع صديق، وثانيا لا صلاحيات قانونية لها للتدخل للانتقال الى بوليفيا.
وتولت مؤسسة الحرس المدني، وبالضبط فريق مكافحة الاختطافات الدولية، التحقيق تحت امرة قاض من كتالونيا. ودام التحقيق شهورا بين اسبانيا وبوليفيا، وفي آخر المطاف رصد الحرس المدني مكالمة للخاطف مع صديق أو فرد من عائلته يقيم في اسبانيا، وهذا المعطى ساعد على معرفة مكان تواجد مكان الفتاة القاصر.
ولا يتعلق الأمر بعاصمة بوليفيا بل بمنطقة تشاباري في قلب القسم الغابوي للأمازون في بوليفيا الوعرة المسالك والقليلة السكان باستثناء السكان الأصليين. وتزوج البوليفي القاصر المغربي وأصبحت زوجة له، وفق الروايات المتداولة في الصحافة الإسبانية والبوليفية اليوم.
وتدخلت وحدة من كوماندو للجيش البوليفي متخصصة في ملاحقة مهربي الكوكايين في الأدغال مع أفرد من الحرس المدني الإسباني في تلك المنطقة الوعرة، وجرى إنقاذ الفتاة واعتقال الرجل الذي قام باختطافها.
وويبقى التساؤل المطروح، كيف وضعت عائلة مغربية الثقة في رجل بوليفي وسمحت لابنتها القاصر بالسفر الى بوليفيا لقضاء العطلة؟