بدأ الحزب الشعبي المعارض في اسبانيا يتبنى نبرة شوفينية في خطابه السياسي بهدف منافسة حزب فوكس المنتمي الى اليمين القومي المتطرف، وبدأ يجعل من تاريخ اسبانيا والعلاقات مع المغرب ركائز مهمة في خطابه السياسي الجديد، ولكن بشكل سلبي للغاية.
وكان الحزب الشعبي المحافظ يميل الى الاعتدال في خطابه السياسي بسبب غياب قوة يمينية قومية متطرفة مثل الجبهة الوطنية في فرنسا، ولكن بمجرد ظهور فوكس والتقدم الذي حصل عليه في الانتخابات الخاصة بإقليم الأندلس حتى بدأ يتبنى خطابا يقترب من التطرف.
في هذا الصدد، قام الحزب الشعبي بتوزيع أربعة آلاف علم اسباني في مناسبة “سقوط غرناطة” الذي يصادف اليوم الثاني من يناير من كل سنة وهو الأربعاء من السنة الجارية الجديدة، حيث يجري احتفال رسمي تشرف عليه بلدية هذه المدينة الأندلسية. ويلاقي الاحتفال معارضة شديدة من طرف مفكرين تقدميين.
ويعتبر التاريخ الإسباني سقوط غرناطة يوم 2 يناير 1492 هو البداية الحقيقية للدولة الإسبانية الحديثة. ويأتي إبراز الحزب الشعبي لاحتفالات سقوط غرناطة ردا على الحزب القومي اليميني المتطرف فوكس الذي يعتبر بداية الدولة الإسبانية ينطلق من كوبادونغا في إقليم أستورياس شمال البلاد، حيث انهزم المسلمون في أول معركة لهم سنة 722 م في اسبانيا لتبدأ حروب الاسترداد الطويلة. وهذه المعركة هي حقيقية لكن التاريخ الكلاسيكي الإسباني يرفعها الى مستوى الأسطورة.
ولم يقتصر نشاط الحزب الشعبي على احتفالات سقوط غرناطة بل قام أمينه العام بابلو كسادو بزيارة الى مدينة مليلية المحتلة الأربعاء من الأسبوع الجاري، وأحيى هناك تجمعا سياسيا للترحم على الجنود الإسبان الذين سقطوا إبان حروب الريف خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين.
وفي الوقت ذاته، انتقد موقف حكومة مدريد الإشتراكية بزعامة بيدرو سانتيش لصمتها على قرار سلطات الرباط إغلاق الحدود التجارية بين المغرب ومليلية منذ شهر أغسطس/آب الماضي. وشدد على ضرورة توسيع ميناء مليلية ليصبح من الموانئ التي تنافس، حسب قوله، ميناء طنجة المتوسط وكذلك الموانئ في غرب البحر الأبيض المتوسط. وتعهد بمخطط خاص لمدينة مليلية في حالة وصوله الى رئاسة حكومة مدريد خلال الانتخابات التشريعية المقبلة.
وكان المغرب يعارض زيارة مسؤولين كبار الى كل من سبتة ومليلية اللتان يطالب باستعادتهما، ولكن في الوقت الراهن لم يعد ينتقد هذه الزيارات، كما لم يعد يصدر بيانات تعكس موقفه من التطورات التي تشهدها المدينتين.