في ظل صمت مطلق للرباط، تؤكد الأمم المتحدة أن أمينها العام بان كيمون سيزور كل من مخيمات تندوف والجزائر موريتانيا واسبانيا علاوة على قاعدة لقوات المينورسو في منطقة بئر لحلو التي يتعبرها المغرب ضمن أراضيه ولكن تسيطر عليها البوليساريو وأعلنتها عاصمة لما يسمى الجمهورية الصحراوية. وتعتبر زيارة بان كيمون لبئر لحلو أعلى درجات التوتر في العلاقة بين الرباط والأمم المتحدة.
وكان المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم في الصحراء المتحدة كريستوفر روس قد أنهى يومه الخميس من الأسبوع الجاري جولته في العاصمة الرباط بلقاء مع وزير الخارجية المغربية صلاح الدين مزوار. وقادته زيارته الى مخيمات تندوف ثم موريتانيا والجزائرا وزار مدريد قبل حلوله بالرباط.
وجاءت زيارته لتمهد لزيارة الأمين العام بان كيمون خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب الأمين العام بضرورة زيارة منطقة النزاع والأطراف المعنيه به خلال مارس المقبل وقبل صدور قرار جديد عن هذا المجلس في أبريل القادم.
والتزم المغرب الصمت ولم يقدم توضيحات حول الزيارة خاصة في ظل أخبار أفادت بأنه يريد تأجيل الزيارة الى شهر يوليو المقبل، أي بعد صدور تقرير مجلس الأمن.
وتنقل وسائل إعلام متعددة الندوة الصحفية التي عقدها الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر دوجاريك زيارة بان كيمون ابتداء من الأسبوع المقبل الى تندوف ومنطقة بئر لحلو والجزائر وموريتانيا وستكون محطته الأولى هي مدريد الثلاثاء المقبل دون زيارة المغرب. وبالتالي تأكد رفض الرباط استقبال بان كيمون.
ويبقى المثير للغاية هو زيارة بان كيمون لمنطقة بئر لحلو التي تعتبر من أخطر قرارات الأمم المتحدة في النزاع خلال السنوات الأخيرة وتؤكد أعلى مستويات التوتر بين الطرفين، وذلك للأسباب التالية:
أولا، بئر لحلو تقع ضمن الخريطة المغربية، وتقع وراء الجدار الأمني، وسيطرت عليها قوات البوليساريو خلال التسعينات ضمن تفاريتي، وأعلنتها عاصمة لما يسمى جمهورية البوليساريو، بينما يحمل المغرب الأمم المتحد مسؤولية مراقبتها.
ثانيا، زيارة بان كيمون تأتي بمثابة تحدي حقيقي ضد المغرب الذي منعه من زيارة العيون، افختار منطقة تابعة لمنطقة النزاع ولكنها تحت سيطرة البوليساريو، وهي بئر لحلو.
ثالثا، سيبرر بان كيمون زيارته الى بئر لحلو بأنها جزء من الصحراء المتنازع عليها وأنه يمتلك تفويضا إلزاميا من مجلس الأمن الذي طالبه منذ أسبوعين بضرورة زيارة منطقة النزاع وأن بها قاعدة لقوات المينورسو.
على ضوء زيارة بئر لحلو التي تتواجد فيها قوات المينورسو ولكن تحت سيطرة البوليساريو، فالزيارة تعتبر قرارا سياسيا بامتياز، وفي الوقت ذاته، تعتبر مواجهة مفتوحة بين المغرب والأمم المتحدة وأعلى درجات التوتر بين الطرفين.
ومن المنتظر أ، يترتب عن زيارة بان كيمون الى بئ لحلو امتناع الرباط عن استقباله خلال الصيف المقبل في انتظار اختيار أمين عام جديد للأمم المتحدة سنة 2017.