اقترب إغلاق معبر الكركارات من طرف أنصار البوليساريو من عشرة أيام وسط غموض في هذا الملف ولاسيما الموقف الموريتاني المثير للغرابة، ويبقى التساؤل العريض: ماذا سيفعل المغرب في حالة استمرار هذا الوضع.
ومنذ قرابة عشرة أيام، وأنصار البوليساريو يمنعون حركة المرور ما بين المغرب وموريتانيا، وتسبب هذا في بقاء مئات الشاحنات في نقطة العبور تنتظر حلا للأزمة، بينما عادت أخرى الى شمال البلاد بعدما تضررت البضائع التي تحملها، بينما ألغت أخرى شحن المواد الى موريتانيا وإفريقيا الغربية وجمدت رحلاتها.
وسبق لأنصار البوليساريو إغلاق المعبر في مناسبات سابقة، ولكن كان لأيام قليلة فقط من باب الضغط على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لكي يتخذ قرارات تعمل تسريع استفتاء تقرير المصير. ويبدو أن هذه المرة، الأمر يختلف، إذ يبدو أنه يوجد مخططا للإبقاء على المعبر مغلقا والتسبب في وضع متوتر قد يؤدي الى مواجهات. ومن ضمن المؤشرات المقلقة، هو موقف جبهة البوليساريو الرافض لمطلب الأمم المتحدة بترك المعبر مفتوحا، والتشبث بأنه “ثغرة قانونية” لا تنص عليه اتفاقية وقف إطلاق النار سنة 1991.
وعمليا، بدأ هذا الاغلاق يلقي بظلاله على القرار المقبل الذي سيصادق عليه مجلس الأمن حول الصحراء، إذ لن يكون قرارا كلاسيكيا مثل العادة بل قط يتضمن بعض التوصيات الجديدة التي قد ترضي نسبيا البوليساريو بهدف إبعاد التوتر، ومنها التشديد على ضرورة تعيين مبعوث خاص لنزاع الصحراء في أقرب وقت.
في غضون ذلك، يفترض أن موريتانيا تعد الدولة المتضررة من وضعية التوتر في الكركارات بحكم تراجع التموين لعدد من المواد من المغرب. ورغم الخصاص على الأقل في الخضر، لا تبدي أي انزعاج من إغلاق المعبر بل يجري الحديث عن إيجاد بديل مفترض للخضر المغربية، ويتعلق الأمر بالإستيراد من الجزائر. والموقف الموريتاني الرسمي يؤكد مسبقا إدراك هذا البلد بأن عملية إغلاق المعبر ستستمر طويلا. واجتمع وزيرا خارجية وداخلية موريتانيا بالسفير المغربي في نواكشوط هذا الأسبوع، ولم يتم الكشف عن المباحثات بشأن المعبر باستثناء التعابير الكلاسيكية مثل البلدين الشقيقين.
ويبقى التساؤل: ماذا سيفعل المغرب إذا استمر البوليساريو في إغلاق المعبر الى أجل غير مسمى؟ باستثناء بعض التصريحات التي تشجب تصرف البوليساريو، يلتزم المغرب الصمت في انتظار القرار المقبل لمجلس الأمن الدولي حول الصحراء لأن الكركارات هي المعبر الوحيد له مع القارة الإفريقية في ظل الحدود البرية المغلقة مع الجزائر.