أعطت مدينة مليلية المحتلة طابعا كبيرا للاحتفالات بيومها الوطني ومبدية الرغبة في الرهان على الشمال وتقليص العلاقات مع المغرب، وذلك كرد على قرار السلطات المغربية إغلاق الحدود الجمركية.
واحتفلت حكومة الحكم الذاتي في مليلية بيومها الوطني الخاص بها الاثنين من الأسبوع الجاري، وهو اليوم الذي يصادف احتلال هذه المدينة خلال سبتمبر 1497، حيث كانت ثان نقطة تسقط في يد الأوروبيين بعد سقوط مدينة سبتة في يد البرتغاليين.
وأعطت حكومة الحكم الذاتي لهذا اليوم طابعا استثنائيا هذه السنة بحكم تزامن الاحتفال بهذا اليوم مع القرار الذي اتخذه المغرب بإغلاق الحدود الجمركية بين مليلية وباقي الأراضي المغربية، علما أن الطابع الجمركي الرسمي كان معمولا به منذ استقلال المغرب حتى منتصف صيف 2018، بينما لم تتمتع الحدود بين سبتة والمغرب بهذا الطابع. ولا يتعلق الأمر بالتهريب المعيشي ولكن بالاستيراد والتصدير رسميا.
واستغل رئيس حكومة الحكم الذاتي خوان خوسي إمبرودا الاحتفال لتوجيه رسالة مفادها بدء مليلية في الرهان على اسبانيا وأوروبا بدل الاستمرار في العلاقات الاقتصادية مع المغرب . وانتقد قرار الرباط إنهاء الطابع الجمركي الرسمي للحدود، مشيرا الى أن التوجه الى الشمال بدل المغرب سيغزز من استقلالية اقتصاد مليلية ولا يتركه رهينا بقرارات سلطات الرباط. وسرد مجموعة من المعطيات التي تبرز، وفق منظوره، استفادة المغرب اجتماعيا من مليلية مكثل التطبيب والتشغيل وتوفير مناصب شغل تجارية للمغاربة، في إشارة الى التهريب المعيشي.
واعتادت الدولة المغربية والأحزاب السياسية إصدار بيانات بل وتنظيم تظاهرات كلما حلت مناسبة تتعلق بسبتة ومليلية المحتلتين، لكن خلال السنوات الأخيرة أصبح موضوع المدينتين مغيبا بالمرة من الأجندة الرسمية والحزبية المغربية. ويسود الاعتقاد بأن هذا الموقف مرتبط بدفع اسبانيا الى إبداء موقف حيادي في ملف الصحراء. وكان الملك الراحل الحسن الثاني لا يتردد في طرح مشكل المدينتين بما في ذلك مقترح خلية التفكير دون ربطه نهائيا بالصحراء. وتبقى المفارقة أنه أمام الصمت المغربي، تقوم بعض الأحزاب السياسية الإسبانية مثل اليسار الجمهوري الكتالاني والحزب لاقومي الباسكي تدافع عن مغربية المدينتين.