قام وزير الداخلية الإسباني خورخي فيرنانديث دياث بزيارة خاطفة الى مدينة تطوان للإجتماع بنظيره المغربي محد حصاد، وفق وزارة الداخلية الإسبانية، لمعالجة ملف قوارب الهجرة السرية التي ارتفعت مؤخرا بشكل مثير للغاية. وترغب اسبانيا في احتواء هذه الظاهرة المقلقة التي ربطت الصحافة الإسبانية عودتها بخطإ ارتكبته دورية للحرس المدني اعندما أوقفت زورق الملك محد السادس في مياه سبتة المحتلة.
وهذا اللقاء لم يكن مبرمجا نهائيا بحكم الاتفاقيات العديدة التي تجمع المغرب واسبانيا، وتعتبر زيارة وزير الداخلية الإسباني تعبيرا عن وجود أزمة في الملف نتيجة وصول أكثر من 1200 مهاجر سري الى سواحل اسبانيا يومي 12 و13 غشت الجاري على متن 125 قاربا من القوارب الصغيرة الهشة البلاستيكية. كما ارتفعت القوارب خلال الأسبوعين الأخيرين بمعدل خمس قوارب أسبوعيا.
وكانت هذه الموجة قد أثارت انتباه المراقبين سواء في المغرب أو اسبانيا بحكم أنه لا يمكن خروج 125 قاربا من نقطة جغرافية معينة ما بين القصر الصغير وطنجة في وقت توجد حراسة مشددة من طرف القوات المغربية على الشاطئ، خاصة وأن عملية الهجرة استغرقت يومين كاملين.
وكانت جريدة الموندو قد ربطت بين عودة ظاهرة الهجرة بقوة وقيام دورية من الحرس المدني الإسباني بمراقبة زورق الملك محمد السادس في مياه سبتة وطلبت منه أوراق الهوية يوم 7 غشت الجاري، مما أغضب الملك كثيرا.
وأصدر الوزيران بيانا يحيي سياسة الملك محمد السادس في مجال الهجرة والتأكيد على التعاون بين مدريد والرباط في مكافحة المخدرات والإرهاب ثم التنسيق في عملية العبور الخاصة بالمهاجرين المغاربة.
وجرى اللقاء بين حصاد وفيرنانديث في منتجع سياحي في إقليم تطوان بالقرب من المكان الي اعترضت فيه دورية للحرس المدني زورق الملك محمد السادس. ورغم وجود الملك في المنطقة نفسها، فلم يستقبل المسؤول الإسباني. ويبقى استقبال المغرب وزير الداخلية الإسباني في تطوان وبالقرب من المكان الذي جرت فيه مراقبة زورق الملك محمد السادس إجراءا سياسيا ودبلوماسيا ذو رمزية على ضوء ما حدث.