قام فؤاد علي الهمة مستشار الملك محمد السادس بزيارة رسمية الى روسيا لبحث العلاقات الثنائية، وتستمر زيارة الملك معلقة الى موسكو رغم الحديث عنها منذ سنة 2014. وقد يكون سبب الزيارة هو تطورات ملف الصحراء.
وكشفت الصحافة الروسية أن سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيقولاي باتروشيف استقبل فؤاد علي الهمة في موسكو لبحث التعاون في العلاقات المغربية-الروسية. ولم يتسرب أي شيء عن مضمون هذه الزيارة.
ومن المنتظر جدا أن يكون توقيت زيارة فؤاد علي الهمة الى موسكو مرتبط بتطورات الصحراء مستقبلا، إذ لم يعد المغرب يثق كثيرا في حلفاءه الغربيين وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة، ويرغب في ضمان صوت روسيا الى جانب فرنسا ضد أي مقترح جديد مفاجئ خلال أبريل المقبل كما حدث من طرف واشنطن في أبريل 2013.
ومما يؤكد مركزية الصحراء في اللقاء هو أنه جرى خلال الأسابيع الماضية الحديث عن صفقات من الأسلحة وعن الرعف من الصدرات الزراعية المغربية، لكن لا أحد من المسؤولين الاقتصاديين أو من المؤسسة العسكرية رافق الهمة في هذه الزيارة، وبالتالي ملف الصحراء هو الرئيسي.
في الوقت ذاته، اعتاد الملك الاعتماد في الاتصالات على ملف الصحراء على المقربين منه وليس على رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، ومن ضمن هؤلاء، مدير المخابرات العسكرية ياسين المنصوري ومستشاره في الشؤون الخارجية الطيب الفاسي الفهري.
وتأتي هذه الزيارة التي يمكن وصفها بالمفاجئة في وقت كان الاعتقاد السائد هو زيارة الملك محمد السادس الى موسكو، وهي الزيارة التي كانت مبرمجة سنة 2014 وسنة 2015، حيث كانت الدولة المغربية تقدمها ضمن التطورات الكبرى في مسار الدبلوماسية المغربية مستقبلا.
ومن ضمن الأسباب التي كانت قد جعلت المغرب يراهن على تطوير العلاقات مع روسيا موقفها من نزاع الصحراء عندما تحفظت على قرار واشنطن خلال أبريل 2013 الذي كان يرمي الى تكليف قوات المينورسو بمراقبة حقوق الإنسان، وخلق وقتها أزمة بين المغرب والولايات المتحدة.
ونظرا لتطورات العلاقات الروسية-الخليجية وما يرافقها من توتر وانفراج بسبب الملف السوري والإيراني، فقد تريث المغرب في الزيارة الملكية، وينوب فؤاد علي الهمة عن الملك في إيصال رسالة الى موسكو حول العلاقات الثنائية منمها الصحراء بدون شك.