بعد ثلاثة أيام من الصمت، جاء الرد الجزائري يومه الأحد وإن كان بشكل غير رسمي على خطاب الملك محمد السادس بتشديدها على ما تعتبره “تصفية الاستعمار” في الصحراء المغربية.
وعكس جبهه البوليساريو التي ردت في الليلة نفسها على الخطاب، تمهلت الجزائر في الرد على خطاب الملك الذي اعتبر فيه الجزائر طرفا مباشرا وتتحمل مسؤولية تاريخية في النزاع وإيجاد حل له.
واستغل وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إحياء اليوم العالمي للأمم المتحدة يومه الأحد للرد على المغرب قائلا، حسبما نقلت وكالة الأنباء المحلية، إن “مسعى الجزائر قائم على الضرورة الملحة لترقية الاستقرار و السلام و التنمية و في هذا السياق تعرب الجزائر عن ارتياحها للمكسب الديمقراطي الجديد الذي تمثل في الانتخابات التشريعية الأخيرة بتونس و هو خبر سار بالنسبة لدول المغرب العربي و حتى في الخارج”.
وأوضح حول الصحراء أن “منطقتنا في حاجة ماسة أيضا إلى تجسيد مهمة تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية التي تقع على عاتق منظمة الأمم المتحدة تطبيقا للوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن عشية الذكرى الأربعين للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الذي كرس تقرير المصير كطريق حتمي نحو الحل الواجب ترقيته لصالح شعب هذه الأراضي”.
وكانت الصحافة الجزائرية قد شنت حملة إعلامية قوية ضد المغرب بسبب الخطاب الملكي بمناسبة المسيرة الخضراء يوم الخميس 6 نوفمبر الجاري، وهي من أشد الحملات التي تعرض لها المغرب منذ سنة تقريبا.
وكانت الفقرات التي خصصها الملك للجزائر بتحميلها المسؤولية وتوظيف الغاز والبترول في الضغط على بعض الدول هي:
“دون تحميل المسؤولية للجزائر، الطرف الرئيسي في هذا النزاع، لن يكون هناك حل. وبدون منظور مسؤول للواقع الأمني المتوتر بالمنطقة، لن يكون هناك استقرار.
غير أن هذا لا يعني الإساءة للجزائر، أو لقيادتها، أو شعبها، الذي نكن له كل التقدير والاحترام. فكلامنا موزون، ومعناه واضح. وإنما نتحدث عن الواقع والحقيقة، التي يعرفها الجميع.
هذه الحقيقة التي كلما قالها المغاربة، يتم اتهام الحكومة والأحزاب والصحافة المغربية، بمهاجمة الجزائر.
وإذا كان المغرب ليس لديه لا بترول ولا غاز، بينما الطرف الآخر لديه ورقة خضراء، يعتقد أنها تفتح له الطريق ضد الحق والمشروعية، فإن لدينا مبادئنا، وعدالة قضيتنا. بل لدينا أكثر من ذلك: حب المغاربة وتشبثهم بوطنهم”.