أكد وزير خارجية اسبانيا مانويل مارغايو في الجزائر “ضرورة تصفية الاستعمار في الصحراء”، وتأتي تصريحاته هذه في ظل بحث مدريد على تحالف أقوى مع الجزائر بسبب احتياجاتها للغاز المستورد من هذا البلد وبسبب رغبتها في لعب دور في قطاع الطاقة الأوروبي.
وزار وزير خارجية مارغايو الجزائر يومي الجمعة والسبت من الأسبوع الجاري والتقى مسؤولين على رأسهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، وهي الزيارة التي تتناقض والأعراف الدبلوماسية بحكم أن الزيارات تتوقف في الدول التي تشهد انتخابات خاصة في دولة غير ديمقراطية مثل الجزائر التي يمكن أن توظف فيها السلطات مثل هذه الزيارة.
ومثل كل الزيارات، يحض المغرب في المباحثات عبر ملف الصحراء المغربية، ولم يتردد وزير الخارجية مارغايو في اعتبار الملف “تصفية للإستعمار” ويجب أن يشهد حلا يضمن ما وصفه تقرير صمير الشعب الصحراوي ولكن شريطة الحل المتفق عليه.
وإذا كانت اسبانيا تؤكد على تقرير المصير، فقد تجنبت دائما استعمال كلمة “تصفية الاستعمار” للحفاظ على مشاعر المغرب، لكن هذه المرة لم تتردد دبلوماسية اسبانيا في ذلك، وهو ما يطرح الكثير من التساؤلات خاصة في ظل التنازلات التي قدمها المغرب. ومن هذه التنازلات، تجميد ملف سبتة ومليلية المحتلتين بصفة نهائية في الوقت الراهن، وبناء سياجات حول مليلية لمنع تسلل المهاجرين الأفارقة الى هذه المدينة انطلاقا من أراضي الناضور.
وهذا التطور على المستوى اللفظي يأتي من رغبة اسبانيا في ضمان الغاز الجزائري أمام الأزمة الأوكرانية بل وكذلك لنقل الغاز الجزائري عبر الربط مع هذا البلد نحو فرنسا وباقي أوروبا. وفي حالة حدوث هذا، فسيمنح لإسبانيا وضعا قويا وسط الاتحاد الأوروبي في ملف الطاقة وما يحمله من إيجابيات في قطاعات أخرى.