دعا الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادرور إلى حوار وطني بعد غذ الاربعاء من اجل السلام، ووجه دعوة الحوار تلك إلى كل اطياف المعارضة السياسية وإلى باقي القطاعات الأخرى الاجتماعية والدينية وذلك في سعي منه لمنع حدوث اي تطورات تخرج عن السيطرة بعد سقوط قتلى في التظاهرات واشتداد الاحتجاجات و استمراراها . وتعكس هذه الدعوة وهي الاولى من نوعها للرئيس الفنزويلي، انعطافة في تعامل السلطة في فنزويلا مع المعارضة ومع الاحتجاجات خصو صا في ظل السيناريو الذي آلت إليه الاحداث في اوكرانيا التي تظل على نحو ما تغذي المزاج الاحتجاجي في هذا البلد الامريكي اللاتيني.
ودعا نيكولاس مادورو امس الأحد السياسيين في مقدمتهم إنريكي كابريليس، زعيم المعارضة ومنافسه السابق في الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى الأكاديميين والطلاب و مكونات اخرى في قطاعات اجتماعية و اقتصادية ودينية في بلاده إلى “حوا ر وطني من اجل السلام” . وابرز في ذات المناسبة انه سيجري خلال مراسيم ذلك اليوم تعيين مجلس للحكماء.
واوضح مادورو على هامش دعوته تلك، في حديث نقلته صحيفة الاونيفرسال الفنزويلية “ان الاحتجاجات في بلاده قد أشعلتها قوى سياسية عنيفية. واتهم ما وصفهم بقوى يمينية بكونها” ترغب في أن يكون هناك تصادم بين قطاعات الشعب الفنزويلي . وأضاف أن حكومته تمنح المعارضة ضمانات ممارسة السياسة”.
وفي السياق ذاته حمّل مادورو، كما نشرت الصحفية الفنزويلية “اولتيما نوتيسياس” قناة السي إن إن الامريكية التي تبث بالإسبانية المسؤولية في تأجيج التظاهرات وقال إن السي إن ان”تريد من فنزويلا ان تشتعل وتتدمر، و يرغبون في تدمير بلادنا ليظفراو بالنفط”.
بينما تتهم المعارضة عناصر من انصار مادورو باغتيال محتجين وبعض المتظاهرين المعارضين. وجرى اعتقال في احتجاجات طلابية امس بفنزويلا حسب وسائل الإعلام المحلية مايقارب 539 ، يبنما لقي قتل عشرة من المتظاهرين حتفهم منذ انطلاق الاحتججات . وتتبادل الحكومة والمعارضة التهم بالمسؤولية عن سقوط الضحايا.
ووعد مادورو خلال تظاهرات أمس باتخاذ إجراءات تخص دعم شرائح اجتماعية في مجال الصحة والسياحة وتحسين تعويضاتهم المالية خصوصا المتقاعدين والمسننين منهم ،وذلك في سعي منه للتجاوب مع بعض المطالب ولامتصاص الاحتجاجات.
وتعيش فنزويلا على إيقاع تظاهرات قوية ومستمرة من قبل الحركة الطلابية والمعارضة في البلاد كانت اندلعت منذ ما يزيد عن ثلاث أسابيع.
وطالبت الحركة الطلابية وهي احد القوى البارزة التي تقود الاحتجاح في فنزويلا بإطلاق سراح المعتقلين ووقف الإساءة إليهم ومحاسبة المسؤولين على الاعتقال الإساءة ،وكذلك سحب الأسلحة من مجموعات عنيفة بالشارع.
وبينما تعتبر دعوة مادورو للمعارضة وللمحتجين إلى يوم للحوار، انعطافة في تعامل السلطة الحاكمة في فنزويلا مع المعارضة، تخفي الدعوة في طياتها حسب مراقبين محليين قلقا لدى الرئيس الفنزويلي من تطور الاحتجاجات وتصل إلى مستوى من الانفلات يصعب معه السيطرة علهيا. ولعل الاحداث التي تشهدها اوكرانيا ترخي بظلالها على نحو ما على تطورات المواجهة السياسية والاجتماعية بين الرئيس نيكولاس مادرو وانصاره من جهة مع المعارضة السياسية والطلابية من جهة اخرى