سجل يوم الجمعة من الأسبوع الجاري استمرار التظاهرات في عدد من دول العالم العربي-الأمازيغي مثل حالة لبنان والعراق والجزائر المشتعلة انتفاضة منذ شهور، ويرتقب انتقالها الى دول أخرى بحكم مشاعر الظلم التي تشعر بها الشعوب.
وهكذا، فقد احتشد مئات الآلاف من المتظاهرين في مناطق متفرقة من العراق اليوم الجمعة لليوم الثامن على التوالي لتأكيد مطالبهم بشأن إسقاط الحكومة وحل البرلمان وتعديل بنود في الدستور العراقي. وتصاعدت وتيرة المظاهرات بيومها الثامن في بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية للمطالبة بمحاربة الفساد، والإصلاح السياسي والاقتصادي، وتؤكد الصحافة العراقية أن التجمعات ضخمة للغاية بشكل لم تشهده البلاد منذ سقوط الرئيس صدام حسين. وفي الأيام الأخيرة، تسارعت وتيرة الاحتجاجات التي راح ضحيتها 250 شخصا على مدار الشهر الماضي، إذ اجتذبت حشودا ضخمة من مختلف الطوائف والأعراق لرفض الأحزاب السياسية التي تتولى السلطة منذ عام 2003.
ويستمر اللبنانيون في التظاهر في مختلف المدن مطالبين بنهاية نظام الطائفية وحكومة تعمل على خدمة الشعب بدل الأحزاب المتناحرة. وتميز يومه الجمعة بخطاب لزعيم حزب الله حسن نصر الله الذي طالب بحكومة سيادة حقيقية، وانتقد الهيئات السياسية التي ترغب الركوب على الحراك.
ويستمر الحراك الشعبي في الجزائر ومنذ شهور، فقد شهدت الجزائر العاصمة ومدن أخرى مظاهرات حاشدة في الجمعة الـ37 منذ بداية الحراك الشعبي، تزامنت مع الذكرى الـ65 لاندلاع ثورة الأول من نوفمبر 1954، إذ تدفق طوفان بشري على العاصمة منذ مساء الخميس، وهذا رغم التعزيزات الأمنية الاستثنائية التي فرضت على مداخل العاصمة منذ صباح الخميس، لكن ذلك لم يمنع الكثير من المتظاهرين القادمين إلى العاصمة من الوصول إليها. كانت العاصمة قد شهدت منذ غروب شمس يوم الخميس توافد الآلاف على ساحة البريد المركزي، واختلطت الأجواء بين الاحتفال بذكرى اندلاع الثورة والاحتجاج على الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد، ورغم محاولات الشرطة تفريق المتظاهرين بالقوة، إلا أن التوافد الكبير للمحتجين على ساحة البريد المركزي والساحات الرئيسية بالعاصمة، أفشل هذه المحاولات، فيما قضى عدد من المتظاهرين الذين جاءوا من ولايات أخرى الليل في العراء من أجل المشاركة في مظاهرات الجمعة. ويطالب الجزائريون بتغيير حقيقي في البلاد ونهاية الطبقة التي سيطرت ونشرت الفساد لعقود من الزمن.
وتأتي هذه الانتفاضات في سياق المرحلة الثانية من الربيع العربي التي نجحت في طرد بعض الدكتاتوريين مثل حالة رئيس السودان المعزول عمر البشير. ويرتقب انتقال عدوى الانتفاضات والاحتجاجات الى أوطان أخرى بحكم أن الشعوب لم تعد تحتمل الفساد والظلم.