سجل المغرب275 حالة لكورونا فيروس منذ تسجيل الحالة الأولى يوم 2 مارس الجاري الى غاية الخميس من هذا الأسبوع، وهذا الرقم مقلق للغاية ولكن لم يصل الى مستويات الخطورة مقارنة مع دول المنطقة وخاصة في الشمال ونظرا لعلاقاته المفتوحة مع دول الاتحاد الأوروبي التي تحولت الى بؤرة عالمية لهذا الفيروس. ولو كان المغرب قد نهج عزل الحالات التي كانت تحت المراقبة في منشآت خاصة مثل منشآت سياحية لكان الرقم أقل.
توزيع جغرافي بدون بؤرة فيروس
ووفق معطيات وزارة الصحة المتعلقة بمعطيات الأربعاء، فالتوزيع الجغرافي لهذا الفيروس هو كالتالي: الدار البيضاء عرفت تسجيل 58 حالة من بين الـ225، وتأتي في المركز الثاني مكناس بـ35، ثم مراكش بـ30، فالرباط بـ27، ثم فاس بـ14، فطنجة 8، تليها أكادير بـ7، وسلا بـ6 حالات، ونفس العدد سجل بكل من إقليم الصخيرات تمارة وتطوان. وبالقنيطرة سجلت 4 حالات ونفس العدد بخريبكة، وبوجدة وجدة 3 حالات والفقيه بصالح حالتين وبالراشيدية حالتين. وأخيرا سجلت حالة إصابة واحدة بكل من الحسيمة، بركان، بوعرفة، شيشاوة، الصويرة، كلميم، الخميسات، الناظور، سطات، سيدي سليمان، تاوريرت، تارودانت، وتازة.
ويستفاد من التوزيع الجغرافي للمرض غياب أي بؤرة للمرض بمقاييس البؤرة المتعارف عليها طبيا. وتعد مدينة الدار البيضاء عملاقة وتأتي ضمن العشر المدن الأولى في إفريقيا من حيث السكان، ويوجد بها حالات اقل من المائة حتى الآن.، بينما مدن سياحية مثل طنجة ومراكش وأكادير بها حالات معدودة.
المغرب في المجموعة الثالثة عالميا
ويأتي ترتيب المغرب في المجموعة الثالثة في تصنيف المصابين بكورونا فيروس، وتتشكل المجموعة الأولى من الدول التي سجلت أرقاما قياسية ابتداء من خمسة آلاف ما فوق وهي الصين وإيطاليا واسبانيا والولايات المتحدة والمانيا وفرنسا وسويسرا وهولندا وبريطانيا والنمسا وكوريا الجنوبية وإيران. وهذه المجموعة مرشحة لكي ينفتل الفيروس من السيطرة.
وتتشكل المجموعة الثانية من الدول التي سجلت ما بين ألفين الى خمسة آلاف حالة مثل البرازيل وباكستان وكندا وتايلاند وماليزيا واليابان وسويسرا والبرتغال ضمن دول أخرى. وهي مجموعة قادرة على وقف زحف الفيروس وتحتاج الى مجهود جبار بين المكونات الثلاث للصحة القطاع العمومي والعسكري والخاص.
وينتمي المغرب الى المجموعة الثالثة التي سجلت حالات ما بين مائتي الى ألفي حالة، وهي كثيرة مثل الجزائر وتونس ومصر وبلغاريا وهنغاريا وصربيا وفلندا والجزائر ضمن عشرات أخرى. وتخلف قوة الدول في هذه المجموعة، ففلندا لديها قدرة كبيرة على احتواء نسبة المرضى، بينما دول مثل المغرب والجزائر تحتاج الى مجهودات جبارة. ويعد الطب العسكري أساسيا لدول مثل المغرب والجزائر.
وتتشكل المجموعة الأخيرة هي المتكونة من حالات الصفر الى مائتين وهي مجموعة من الدول الإفريقية مثل موريتانيا ومالي وليبيا وكينيا ورواندا.
تطور الحالات في المغرب
جغرافيا يقع المغرب بين ثلاثة فضاءات مختلفة، جنوبا توجد موريتانيا التي لا تشكل أدنى خطر بالنسبة له بل ترى في المغرب خطرا لدخول كورونا فيروس. وشرقا، توجد الجزائر التي هي في وضعية مشابهة للمغرب وإن كانت أرقامها أكثر بحوالي مائة حالة، ولا تشكل أدنى خطر على المغرب. لكن مصدر الخطر هو الجهة الشمالية حيث توجد البؤرة العالمية لكورنا فيروس لاسيما في اسبانيا وإيطاليا وفرنسا.ومثله مثل باقي الدول التي توجد في صدارة المجموعة الثالثة، يعد المغرب قادر على مواجهة كورونا فيروس لاسيما بعدما جرى تعليق الرحلات الجوية والبحرية والبرية، وهي الإجراءات التي أقدمت عليها معظم دول العالم لاحتواء انتشار الفيروس. وعليه، لم تعد الحدود الخارجية تشكل أي خطر في الوقت الراهن.
وداخليا، انتشر الفيروس في بعض الدول نتيجة عاملين، السياحة المكثفة، وهو حالة المدن الغربية الكبرى مثل مدريد وباريس ولندن ونيويورك وميلانو، حيث كشف الواقع أنه أينما وجد مطار دولي كبير خاصة كنقطة استقبال أو محطة نحو رحلة أخرى يوجد خطر الانتشار. ويبقى أكبر مطار في المغرب هو الدار البيضاء، وهو مطار محدود الحركة مقارنة مع ميلانو ومدريد وباريس ونيويورك ولندن، وتتوفر بعض المدن على أكثر من مطار دولي مثل لندن ونيويورك مما يرفع الإصابات.
في الوقت ذاته، استقبل المغرب سياح قبل انفجار الفيروس في الدول الرئيسية المصدرة للسياح له مثل فرنسا واسبانيا ونسبيا بريطانيا وإيطاليا، وكان تسجيل الفيروس في عشرات الآلاف من السياح الذين قدموا الى المغرب في الأسبوع الثاني من مارس وبقوا حتى بداية الأسبوع الماضي محدودا للغاية.
واستقرأت ألف بوست رأي بعض الخبراء الذين يؤكدون أن المغرب لم يشهد أي تظاهرة رياضية أو مسيرة أو فنية كانت مصدر انفجار الفيروس لأن الفيروس لم يكن يجول في البلاد عكس اسبانيا وفرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا. وتبرز التحقيقات الأولية التي يقوم بها أطباء يتتبعون طريقة انتشار المرض أن انتشاره في إيطاليا واسبانيا وباقي أوروبا بقوة يعود الى بعض التظاهرات مثل المباراة التي جمعت بين فالنسيا وأتلانتا في ميلانو يوم 19 فبراير، حيث تشكل القنبلة البيولوجية لانتشار الفيروس. ثم تظاهرة 8 مارس في العاصمة مدريد التي كانت قنبلة أخرى وربما أشد فتكا بشأن انتشار الفيروس. وأكدت وزارة الصحة أن مسيرة 8مارس خلفت قرابة 13 ألف من المصابين. وتعد ميلانو ومدريد بؤرة الفيروس في الوقت الراهن بعدما تراجعه في ووهان الصينية.
وعليه، أخذا بعين الاعتبار العوامل السابقة، مهما تطور الفيروس في المغرب خلال الأسبوعين المقبلين بل وحتى نهاية حالة الطوارئ والحجر الصحي، سيبقى المغرب في المجموعة الثالثة، وقد لا يتعدى في أسوأ الحالات ثلاثة آلاف حالة، وهو رقم قابل للسيطرة عليه بتعاون بين قطاع الصحة العمومي والعسكري.
الإجراء المتبقي
نظرا لهشاشة قطاع الصحة المغربي، ورفعا من إجراءات الوقاية، ربما الإجراء الناقص كان يجب إخضاع المشتبه في حملهم للفيروس قضاء الحجر الصحي تحت إشراف طبي مباشر في منشآت منعزلة مثل توظيف المخيمات والإقامات الصيفية المتواجدة في كل إقليم بل وحتى الفنادق. وهذا يعود لسببين، الأول وهو عدم إلمام أغلبية المشتبه فيهم بالإجراءات الصارمة لتفادي نقل الفيروس، والثاني من شأن العزل في منشآت محاصرة الفيروس بشكل كبير. فنسبة المخالطين هو منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس في المغرب، 3109 حالات؛ منها 669 حالة أنهت فترة المراقبة، و2341 مازالت تحت المراقبة.