“أنا والمخزن” فيلم وثائقي عن الثورات العربية بشكل عام وعن الحراك الشعبي الذي خرج فيه المغاربة ابتداءا من يوم 20 فبراير 2011، للاحتجاج من أجل العدالة والحياة الكريمة والديمقراطية على وجه الخصوص.
ويتناول هذا الفيلم الوضع السياسي والاجتماعي بالمغرب، ويرصدها خصوصا في ضوء الحراك ا لذي سرى في المغرب على خلفية ظهور حركة 20 فبراير وتداعيات انتفاضات الربيع العربي في بلدان عربية اخرى خاصة تونس ومصر واليمن ثم ليبيا ساعتها. ويستمثر الفيلم في بناء مضمونه الدرامي شخصبات واقعية وحقيقة كالبائع المتجول و النشطاء السياسيين الشباب المعارضين، ليخلق مادة حكائية تؤرخ سينمائيا للحراك المغربي، وهؤلاء كانوا فاعلين حيويين في حراك المغرب ضد سعي المخزن في حرمان المغرب من ربيعه السياسي والاجتماعي.
ويركز الفيلم “أنا والمخزن” على إبراز الحس الإنساني والالتزام النضالي، إضافة إلى الوعي السياسي الناضج لدى ابطال هذا الفيلم، حيث يدافعون عما يؤمنون به ويدافعون، ويتحدون العوائق والعواقب حتى لو كانت وخيمة مثل ألاختطاف والاعتقال والقمع. و فعلا قد تعرض إبان الحراك الشعبي المغربي العديد من الشباب المحتج الى الاعتقال والتهديد المباشر والمتابعة قضائيا مما يدحض مقولة الاستثناء المغربي، التي بقيت مجرد شعار تتبجح به الأبواق المخزنية.
يجذر بالذكر أن حدة الاحتجاجات زادت في المغرب بعد الانتفاضات في تونس ومصر وتزعم الطلاب “حركة 20 فبراير” وذلك بفضل التعبئة عبر استخذام وسائل الاعلام الاجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر ويوتيوب وموقع على الأنترنيت اسمه “ممفاكينش”، وسرعان ما شكلت حركة جماهيرية من أجل المطالبة بإصلاحات حقيقية جذرية وبالديمقراطية والمساواة وضد القمع السياسي والفساد والبطالة التي تجتاح شريحة عريضة من الشباب المغربي وضد الفقر.
و عالج المنتج المشارك والمساهم في الفيلم و هو الناشط السياسي يونس بلغازي وأحد الشخصيات الرئيسية للفيلم خريج معهد سينمائي بالمغرب، و هو أحد مؤسسي “حركة 20 فبراير” في المغرب وساهم أيضا في انتاج وإخراج العديد من الأفلام القصيرة والأشرطة الوثائقية التي تتحدث بالخصوص عن حرية التعبيروالفكر في، الفيلم في قالب سينمائي ودر امي يمتزج فيه الحس الفني والسياسي في تناغم بائن، يوفر للفيلم جمالية خاصة. لقد بات هذا الفيلم الذي يعرض حاليا في المانيا ويخظى بإقبال خاص من المتابعة من قبل الطلاب في الجامعات الالمانية حيث يجري عرضه في بعضها، توثيقا فنيا مميزا للحظة انخراط فعاليات واسعة من الشعب المغربي في بناء معبر نحو التغيير والانتقال إلى مغرب ينضبط غلى إيقاع تطلعاتهم الإنسانية والحقوقية والديمقراطية.
ولعل يونس بلغازي من خلال سعيه في تقديم تجاربه بألمانيا و خصوصا فيلم” انا والمخزن” هو مشارك فاعل في الحياة السياسية والسينمائية بالمغرب ، تقريب الألمان من التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي وكذا المسكوت عنه في وسائل الاعلام المغربية والغربية على وجه الخصوص، وسيكون حاضرا أثناء عرض الفيلم للمشاركة في حلقات النقاش والندوات مع الجمهور الألماني مباشرة. وقد تقرر عرض الفيلم في الجامعات الألمانية مما سيسهل لشريحة واسعة من الطلاب والأكادميين المهتمين بالثورات العربية بالإطلاع مباشرة وعن قرب عن الوضع السياسية والاجتماعي بالمغرب.
ويذكر أن الفيلم أنجز بتعاون مع معهد جوته بالقاهرة ومختلف الشركاء المحليين تقرر عرضه بالمانيا في إطار سلسلة من الندوات تنظمها مؤسسة ابن رشد للفكر الحر حول الحركات الديمقراطية في المغرب. وقد تم عرضه يوم السبت 8 ماي ببرلين وسيتم عرضه في الأيام القليلة القادمة في كل ميونيخ يوم 10 ماي 2013، وفي ماربورغ يوم 11 ماي،وفي كارلسروه يوم 13 ماي، وفي توبنغن يوم 14 ماي و بلايبسيغ يوم 17 ماي وأخيرا ببرلين يوم 18 ماي.
ومن جهة اخرى تم إنتاج الفيلم بالاعتماد على التبرعات والنفقات الفردية، وبما أن الفيلم ينتقد الوضع في المغرب وحتى يلتزم بالحيا د في مثل هكذا قضايا، فإنه لم يتلق مساهمات أو دعما ماديا من أي مؤسسة رسمية مغربية كالمركز السينمائي المغربي . فالفيلم ينطوي تحت ما يعرف بسينما الغيريلا، وهي شبكة سينمائية مغربية مستقلة تعنى بالقضايا الاجتماعية والسياسية كالحراك الشعبي و قانون الاغتصاب بالمغرب.
وبالرغم من اختلاف الآراء حول الفيلم وعن المادة التي عالجها، فإنها يعتبرتجربة سينمائية ذات فرادة خاصة في المجال السينمائي وجب الأخذ بيدها في الوقت الذي تعرف فيه صناعة السينما بالمغرب أزمة حقيقة تتمثل في فراغ قاعاتها السينمائية.