فوز تاريخي لليسار في اسبانيا وتقهقر لليمين الكلاسيكي وتقدم للمتطرف فوكس والمغرب من المستفيدين

زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو سانتيش بعد الفوز

فاز الحزب الاشتراكي بالانتخابات التشريعية التي شهدتها اسبانيا يومه الأحد، وسيشكل  حكومة يسارية، بينما مني الحزب الشعبي المحافظ بهزيمة الأسوأ في تاريخه السياسي، وهذا سيمنح استقرارا  للوضع السياسي، وتبقى النقطة السلبية هي تحقيق حزب فوكس اليميني المتطرف ل 24 مقعدا.

وتعتبر هذه الانتخابات سابقة لأوانها، الأمر الذي جعلها تتميز بالتوتر والمواجهة القوية في الحملة الانتخابية لاسيما بسبب حزب فوكس اليميني الذي أقحم في النقاش السياسي أطروحات متطرفة في الهجرة والإسلام وكذلك بسبب نسبة المترددين الذين لم يحسموا لمن سيصوتون، وهذا ما جعل كل الأحزاب تتطرف نسبيا في مواقفها لاكتسابها.

وكل هذه الأسباب جعلت المشاركة مرتفعة مقارنة مع الانتخابات السابقة، حيث تجاوزت 75% من الأصوات. وكانت النتيجة على الشكل التالي: حصول الحزب الاشتراكي الحاكم على 123 مقعدا بقرابة 29% من الأصوات المعبر عنها، بينما حصل في الانتخابات  السابقة سوى على 85 مقعدا.

وتعرض الحزب الشعبي المحافظ لأكبر هزيمة في تاريخه السياسي، فقد حقق فقط 66 مقعدا بخوالي 17%، بينما كان في الانتخابات السابقة قد حصل على 137 مقعدا. وحصل حزب اسيودادانوس الليبرالي على 67 مقعدا، وحوزب بودسموس اليساري الراديكالي على 42 مقعدا. ودخل اليمين المتطرف الممثل في حزب فوكس الى البرلمان ب 24 مقعدا، وهو أول حضور له في الغرفة التشريعية.

ولعب رئيس الحكومة الحالية بيدرو سانتيش دورا هاما في انتصار الحزب الاشتراكي بسبب رهانه على الاعتدال في قضايا مثل الملف الكتالاني وملف الهجرة وقضايا الشأن الاجتماعي والاستثمار . وسيشكل الحكومة المقبلة، وهناك تساؤل هل سيشكلها لوحده بينما يوفر له حزب بوديموس النصاب القانوني رفقة أحزاب أخرى، أو سيشكل ائتلافا يساريا رفقة حزب بوديموس.


وتعني هذه الانتخابات الكثير من القضايا السياسية في اسبانيا وخارجها. فهي تؤكد هيمنة الفكر التقدمي اليساري في البلاد بعدما كان اليمين هو المسيطر لسنوات. في الوقت ذاته، يعني التصويت على الحزب الاشتراكي هو تصويت على الاعتدال السياسي. ودوليا، هناك ارتياح في الاتحاد الأوروبي، فهذه الانتخابات تحمل استقرار في اسبانيا وسيحكمها حزب يومن بالوحدة الأوروبية عكس ما يجري في دول أخرى مثل بريطانيا التي قررت الخروج أو في إيطاليا التي يحكمها يمين لا يؤمن بالوحدة الأوروبية.

في الوقت ذاته، من أهم المستفيدين من هذه الانتخابات الجالية المغربية التي كانت قلقة جدا من احتمال فوز اليمين وتطبيق سياسة متشددة في مجال الهجرة. كما يعتبر المغرب من أكبر المستفيدين لأن  استمراره يعني استمرار الاستقرار في الحوار القائم بين الرباط ومدريد حول ملفات متعددة.

Sign In

Reset Your Password