يستمر تركيز الجزائر وجبهة البوليساريو على شمال أوروبا للحصول على الدعم لأطروحة استفتاء تقرير المصير، وبعد السويد والدنمرك، يراهنان على فلندا التي عادت لتؤكد على استفتاء تقرير المصير. وتجري هذه التطورات في وقت لم يجد المغرب بعد استراتيجية لمخاطبة دول شمال أوروبا.
ويزور وزير خارجية فلندا إيركي توميوجا الجزائر هذا الأسبوع، ودبلوماسية الجزائر لإبراز ملف الصحراء، حيث شدد المسؤول الفلندي في البيان المشترك والندوة الصحفية على تقرير المصير قائلا “موقفنا من نزاع الصحراء الغربية هو موقف الجزائر ونساند تقرير مصير الشعب الصحراوي، وفلندا منفتحة على أي حل يقبله الصحراويون”.
وتجري رهانات على الأحزاب اليسارية في البرلمان الفلندي ومنها تحالف اليسار وراطبة الخضر لتقديم مقترح الاعتراف بما يسمى “جمهورية العربية الديمقراطية الصحراوية” الصحراء التي أعلنها البوليساريو من جانب واحد، وذلك عل شاكلة الدعوى التي سنها برلمان السويد في شمال أوروبا باعترافه بهذه الجمهورية وانتقلت الى الدنمرك.
ولم يكن نزاع الصحراء معروفا بالقدر الكافي في فلندا حتى دخل مواطن صحراوي “علي لحسن البيض” منذ سنوات إضرابا عن الطعام بعدما حاولت سلطات هذا البلد ترحيله الى المغرب، ولكنه اصر على اللجوء السياسي من منطقة الصحراء وليس المغرب. ووقتها جرى الاهتمام أكثر بهذا الملف وسط اليسار والجمعيات غير الحكومية.
وتجري هذه التطورات وتحركات الجزائر والبوليساريو في وقت لم ينهج المغرب اي استراتيجية لمخاطبة دول شمال أوروبا للتعريف بموقفه، لاسيما وأن الأمر بدأ يتطور الى مقاطعة كل البضائع القادمة من الصحراء المغربية.
وكان وزير الخارجية صلاح الدين مزوار قد أعلن خلال الشهور الماضية عزمه تسطير استراتيجية جديدة للتعريف بالصحراء، لكن بعد مرور شهور لم يحدث أي تقدم في هذا الشأن.