يعيش الفاتيكان على فضيحة جديدة تتعلق بالتحرش الجنسي مكانها مدينة رمزية للكنيسة وهي مدينة غرناطة، حيث اعتقلت الشرطة مجموعة من رجال الدين كانوا يستغلون شبابا جنسيا. ويعتبر التحرش الجنسي من أكبر التحديات التي تواجهها الكنيسة خلال السنوات الأخيرة بعدما لم تعد قادرة على التستر على ملفات مثل هذه.
وتعود وقائع هذه الفضيحة الى نهاية الصيف الماضي عندما وجه شاب معتكف على التدين ضمن تيار أوبوسداي (طائفة كبيرة في الكنيسة) رسالة الى بابا الفاتيكان فرانسيسكو يخبره بتعرضه للتحرش الجنسي طيلة سنوات على يد رجال دين في كنيسة غرناطة. وجاء لجوء الشاب الى الفاتيكان بعدما حاولت الكنيسة المحلية في اسبانيا وخاصة أسقف غرناطة التستر على هذه الفضيحة.
وناور أسقف مدينة غرناطة، فرانسيسكو خافيير مارتينيث متسترا على الفضيحة انطلاقا من أن ما وقع هو من عمل الشيطان ويجب الكشف علانية عن التحرش دفاعا عن صورة الكنيسة أمام الرأي العام. ويعتبر هذا الأسقف الأكثر إثارة للجدل في اسبانيا بعدما كتب مؤخرا كتابا بعنوان “تزوجي وأطيعي زوجك”، حيث يطالب المرأة المسيحية بعدم العمل وإطاعة الرجل في المنزل دون الاحتجاج لأن الوظيفة التي خصها الله بها هي الإنجاب وخدمة الزوج والأبناء.
وأصر البابا على فتح التحقيق واعتذر للضحية في مكالمة هاتفية، وتولى شخصيا الإشراف على متابعة الأمر الى أن وصل الى الشرطة الإسبانية التي اعتقلت ثلاثة من رجال الدين يوم الأحد الماضي الذين يعملون في الكنيسة المحلية ورابع يعمل أستاذا للدين المسيحي في المدرسة. وتعهد البابا بالذهاب بعيدا في هذا الملف خاصة وأن الشاب يؤكد في رسالته بوجود حالات أخرى من الاغتصاب والتحرش الجنسي. وبالفعل، فقد تحدثت إذاعة La Voz de Granada عن حالات أخرى قد تعطي للملف أبعادا فضائحية أكبر وإصرار المتدينين أنفسهم على ضرورة تصفية الكنيسة من أمثال هؤلاء.
ويعتبر تورط رجال الدين في فضائح جنسية من التحديات الكبرى التي يواجهها الفاتيكان خلال السنوات الأخيرة بعدما تسربت هذه الفضائح وكيف كان البابوات يتسترون عليها في الماضي. وتعهد البابا الحالي أنه لن يتسامح مع هذه الفضائح، ويرغب في جعل حالة غرناطة نموذجا في مواجهة الكنيسة لجرائم الجنس التي تحدث باسمها وداخل أسوارها.