نادرا ما يحضر المغرب في وسائل الاعلام عالميا وبمختلف اللغات إلا عندما يقع حادث لافت للرأي العام. وحضر المغرب منذ الصيف حتى الآن من خلال فضيحة “دانييل غيت” واعتقال الصحفي علي أنوزلا وقبلة الناضور ثم قبلة التضامن أمام البرلمان المغربي، يبنما بقيت أحداث أخرى هامشية جدا في وسائل الاعلام الدولية مثل التعديل الحكومي الذي وجد اهتماما إقليميا فقط.
وتضمن الدول الكبرى حضورا في الاعلام على المستوى العالمي بسبب وزنها في القارات الدولية، وتحضر الدول المتوسطة والصغرى عندما تكون مسرحا لحادث يهم الرأي العام العالمي. والحديث عن الحضور الدولي يتعدى دول الجوار التي تنتمي إليها دولة معينة الى مناطق لا حضور لها فيه.
واعتادت كبريات وكالات الأنباء مثل رويترز وإيفي وفرانس برس بث أخبار متنوعة حول المغرب يوميا، إلا أنه نادر ما تشهد طريقها الى النشر في وسائل الاعلام عالميا وبمختلف اللغات، بسبب عدم أهميتها أو غياب جاذبيتها الإعلامية. ويحضر المغرب في الإعلام الإقليمي مثل الجزائر وموريتانيا واسبانيا وفرنسا بسبب ما تحمله القرارات السياسية من تأثير عليها، حيث اهتم االاعلام الإقليمي بمبادرة الملك محمد السادس حول الهجرة والتعديل الحكومي.
ومن خلال متابعة المغرب في مختلف وسائل الاعلام العالمية ومختلف اللغات بفضل خدمة غوغل للأخبار، رصدت ألف بوست أن الأخبار التي حضر بها المغرب عالميا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة هي: فضيحة العفو الملكي عن مغتصب الأطفال دنييل غالفان قبل التراجع عنه، واعتقال الصحفي علي أنوزلا، مدير جريدة لكم الرقمية ثم قبلة الناضور وما ترتب عنها من تضامن وجدل.
ويعتبر خبر حدث العفو الملكي عن دنييل غالفان مغتصب الأطفال من الأخبار المغربية التي نشرتها أكثر من خمسة آلاف وسيلة إعلام في مختلف العالم ، وبعشرات اللغات اللغات نظرا لعنصر التشويق السياسي والاجتماعي، لأن خبرا مثل هذا يلقى إقبالا عن مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية والسياسية. فقد خضر في إعلام التايوان وفلندا وبوليفيا والدول الإفريقية الصغيرة ومنطقة أوسيانيا علاوة على الاعلام الكلاسيكي في دول مثل الولايات المتحدة واسبانيا وفرنسا ومجموع الغرب. ومن باب المقارنة للعثور على خبر مشابه اهتمت به وسائل الاعلام عالميا، يجب العودة الى خبر إعلان الملك عن الدستور يوم 9 مارس 2011 في خضم اهتمام العالم بتطورات الربيع العربي.
والخبر الثاني من حيث الأهمية الذي شكل صورة المغرب في وسائل الاعلام عالميا ما بين الصيف حتى الآن هو خبر اعتقال علي أنوزلا مدير الجريدة الرقمية لكم، إذ وصل الاهتمام باعتقاله إلى تخصيص جريدة الواشنطن بوست افتتاحية للحدث يوم 2 أكتوبر الجاري، وهي نادرا جدا ما تخصص افتتاحية للمغرب بحكم أن المغرب لا يدخل ضمن اهتماماتها الإخبارية. ولقي خبر اعتقال أنوزلا اهتماما قويا في الاعلام الغربي.
وحجز خبر “قبلة الناضور”، التي تبادل تلميذان من الناضور قبلة ونشراها على الفايسبوك لجيدا أنفسيهما أمام العدالة رفقة تلميذ آخر لنفسه مكانة في وسائل الاعلام عالميا، وحضرت من ضمن الأخبار الطريفة وفي الوقت ذاته حضرت على مستوى ثنائية الحرية الفردية والرقابة المجتمعية. كما اهتم الاعلام الدولي بخبر الاعتداء على المتضامنين مع قبلة الناضور أمام البرلمان مساء 12 أكتوبر 2013.
وهذه الأخبار الثلاث هي التي شكلت صورة المغرب في الاعلام على المستوى العالمي، وتبقى أخبارا لا تعكس صورة إيجابية عن المغرب، إذ تتعلق بالحريات وبأخطاء السلطة المركزية في المغرب.