أنجز فريق طبي من اسبانيا عملية بحث عن صحراويين مفقودين في أواسط السبعينات، وعثر على البعض منهم مدفونين في منطقة صحراوية في ضواحي سمارة من الجانب الآخر من الجدار الأمني. ويعتزم هذا الفريق تقديم أدلة اغتيال الصحراويين الى الأمم المتحدة غدا الخميس. وهناك احتمال كبير بتدخل القضاء بحكم أن الضحايا كانوا يحملون الجنسية الإسبانية وقتها.
والفريق الإسباني المتخصص في البحث عن المقابر الجماعية وتحليل الحمض النووي من بلد الباسك شمال اسبانيا، يقوده فرانسيسكو إتشيبريا الذي اعتمد على شهادة صحراويين لرصد مقبرتين جماعيتين، وهو ما حدث في يونيو الماضي.
وجاء الى الصحراء بدعوة من الجمعية الحقوقية “جمعية عائلات ومفقودي الصحراء” التي تتولى جمع الشهادات الشفوية لللعائلات الصحراوية التي فقدت بعض أفرادها غبان مرحلة التوتر في الصحراء ما بين 1975-1881.
وتبرز صحيفة الباييس التي أوردت الخبر اليوم أن الأمر يتعلق بمجموعة من الصحراويين يفترض أن ضباط مغاربة قتلوهم خلال التحقيق معهم عن أفراد البوليساريو. واعتمد فريق البحث الإسباني على شهادة صحراوي كان يبلغ من العمر وقتها 14 سنة، حيث تطابقت تصريحاته مع بقايا الملابس لبعض المفقودين الذين جرى العثور عليهم وآثار الرصاص بادية عليهم. ويتهم هذا الصحراوي الجنود المغاربة.
ويبرز تقرير الفريق الإسباني أن أربعة من الضحايا الذين تم العثور عليهم في المقبرتين جاء ذكرهم في تقرير رسمي مغربي لهيئة الإنصاف والمصالحة، لكن التقرير المغربي يؤكد أنهم ماتوا خلال الاعتقال في حين يؤكد الفريق الإسباني أنهم ماتوا رميا بالرصاص سنة 1976 وأنهم دفنوا في مقبرة جماعية.
ويؤكد فرانسيسكو إتشيبريا أن التحليل يبرز أنهم ماتوا في اليوم نفسه الذين اعتقلوا فيه، وهناك تطابق بين تصريح أفراد عائلة المفقودين والتحاليل. وتابع أنه سيحمل ابتداء من الخميس من الأسبوع الجاري هذه النتائج الى الأمم المتحدة من أجل إرسال فريق دولي يحقق في المقابر الجماعية.
وطالب بلقاء وزير الخارجية الإسباني مانويل مارغايو لبحث هذا الموضوع. وهناك احتمال بإرسال الملف الى المحكمة الوطنية في مدريد بحكم أن بعض ضحايا الذين كانوا المقبرتين كانوا يحملون أوراق هوية اسبانية.
واعتاد البوليساريو على استغلال ملف حقوق الإنسان دوليا، لهذا قد سيكون العثور على جثث المفقودين مناسبة جديدة لشن حملة دولية ضد المغرب. لكن العثور على الجثث في الجانب الآخر من الجدار الأمني في الصحراء سيخلق إشكالا قانونيا حول مصداقية البحث.
ويمتلك فرانسيسكو إتشيبريا تأثيرا في مجال البحث عن مفقودين السياسيين، فقد أشرف على عملية التنقيب وفتح مئات من المقابر الجماعية التي تعود الى حقبة الحرب الأهلية الإسبانية، كما ساهم في فتح أولى المقابر الجماعية لحقبة الدكتاتورية في التشيلي. وفي الوقت ذاته، أشرف على تحديد هوية رئيس التشيلي المغتال سنة 1973 سالفادور أليندي، وقام منذ شهور بدراسة بقايا الشاعر التشيليني الكبير بابلو نيرودا لمعرفة سبب الموت هل تسمم أم السرطان.