قال وزير السياحة المغربي، لحسن حداد إن التهديدات الإرهابية، ومخاوف السياح من انتقال فيروس “إيبولا” للبلاد، والتحذيرات التي أطلقتها السلطات الفرنسية لمواطنيها بشأن زيارة المغرب في سبتمبر / أيلول الماضي، خفضت توقعات نمو قطاع السياحة من 10 % إلى 4 % بنهاية العام الجاري.
وأضاف حداد في رده على سؤال حول استراتيجية وزارة السياحة للرفع من وتيرة التسويق لصورة المغرب السياحية وطنيا ودوليا، في جلسة عمومية مساء اليوم الثلاثاء بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان المغربي) ، أن هذه العوامل الثلاثة كانت سببا في تباطؤ معدلات الإقبال على المغرب كوجهة سياحية خلال عام 2014.
وأشار حداد إلى أن التوقعات التي وضعتها وزارة السياحة كانت تدور حول تحقيق نسبة نمو تصل إلى 10 %، مع نهاية السنة الحالية، لكن التهديدات الإرهابية باستهداف الرعايا الغربيين التي يقف وراءها تنظيم “داعش”، والخلط الذي وقع للسياح بسبب إعلان المغرب عن طلب تأجيل تنظيم كأس أفريقيا للأمم، المقرر إقامتها ما بين 17 يناير/ كانون الثاني و8 فبراير/ شباط عام 2015 بسبب فيروس الإيبولا فضلا عن تقارير صحفية محلية حول إصابات محتملة بالفيروس، إضافة للتحذيرات الفرنسية أثرت على توقعات الوزارة ما جعلها تنخفض إلى حدود 4 % فقط.
وكانت الخارجية الفرنسية قد طالبت في سبتمبر الماضي الفرنسيين المقيمين في نحو 30 دولة أو المضطرين إلى التوجه إليها، والتى من بينها المغرب، بتوخي “أقصى درجات الحذر” بعد تهديد تنظيم داعش باستهداف الرعايا الغربيين ولا سيما الفرنسيين.
وكان المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة (حكومي)، عبد الفتاح زويتن قال في 18 ديسمبر / كانون الأول الحالي، إن عدد السياح الوافدين إلى المغرب بلغ 8.11 مليون سائح حتى نهاية شهر سبتمبر / أيلول 2014 لتبلغ إيرادات المغرب السياحية بالنقد الأجنبي ما يوازى 44.9 مليار درهم بارتفاع 1.9 % على أساس سنوي.
وأشار زويتن إلى أن بلاده سجلت ارتفاع في مستوى الليالي السياحية بنسبة 5 % بالوحدات الفندقية والسياحية المصنفة، ليصل مجموعها بنهاية سبتمبر إلى أكثر من 15.32 مليون ليلة سياحية، وفقا لما نشرته صحف مغربية.
وقال زويتن أن النمو المسجل خلال الخمسة أشهر الأولى بلغ 9 % قبل أن ينخفض إلى 4 في المائة ما بين يونيو / حزيران وسبتمبر، وذلك بفعل تأثير فيروس “إيبولا” والوضعية الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتأجيل بطولة كأس أمم إفريقيا.
وأودى فيروس “إيبولا” المميت بحياة 7 آلاف، و842 شخصًا في 8 بلدان متضررة، من مجموع 18 ألفًا، و603 حالات إصابة بالوباء، حسب أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية في 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري، التي أعلنته كـ”وباء”، واصفة إياه بالأكبر والأخطر منذ 4 عقود.
و”إيبولا” من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات المحتملة من بين المصابين به إلى 90%، جراء نزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.
وتنشر وسائل إعلام محلية مغربية بين الحين والآخر معلومات عن وفيات لبعض المهاجرين الأفارقة بالمغرب، مُرجحة احتمال وفاتهم بسبب فيروس “إيبولا”، وهو ما تنفيه السلطات المحلية مؤكدة أن الأمر يتعلق بحالات وفاة طبيبة، لا علاقة لها بالإصابة بهذا الفيروس.
وكان محمد حصاد وزير الداخلية المغربي قد أعرب عن استغرابه من وضع الخارجية الفرنسية، للمغرب ضمن الدول التي يجب على مواطنيها توخي الحذر فيها، مؤكدا على أن المغرب أكثر أمانا من العديد من الدول الأوروبية بما في ذلك فرنسا.
وأضاف حصاد، في حوار مع جريدة “ليكونوميست”، الناطقة باللغة الفرنسية، فى نهاية أكتوبر / تشرين الثاني الماضي، إنه كان من الأجدى تقييم المخاطر التي تهدد فرنسا قبل الانتقال إلى إعادة النظر في تصنيف المغرب في سلم الأمن الإقليمي.
وطالب حصاد الخارجية الفرنسية بـ ضرورة العمل على تصحيح موقفها.
فرنسا والإيبولا وراء تخفيض نسبة نمو السياحة في المغرب من 10% الى 4%
سياح أجانب في الرباط