تعيش فرنسا زلزالا سياسيا حقيقيا بعدما فاز اليمين القومي المتطرف “الجبهة الوطنية” بزعامة مارين لوبين بالمركز الأول في الانتخابات الخاصة بالبرلمان الأوروبي، وهذا يحدث لأول مرة في بلد أوروبي يتقدم فيه متطرفون، وفي بلد يعتبر ركيزة أساسية في بناء أوروبا موحدة مثل فرنسا.
ورغم إجراء انتخابات في دول متوترة مثل أوكرانيا، وتركزت أنظار المراقبين الدوليين على فرنسا في هذه الانتخابات الخاصة بالبرلمان الأوروبي، فالجميع كان ينتظر مفاجأة من العيار الثقيل على شاكلة ما حدث في الانتخابات الرئاسية سنة 2002 عندما احتلت الجبهة الوطنية المركز الثاني في الدورة الثانية ممثلة في زعيمها التاريخي جان ماري لوبين قبل الحزب الاشتراكي الذي كان يمثله وقتنها ليونال جوسبان.
ولكن في انتخابات الأحد 25 مايو الخاصة بالبرلمان الأوروبي، تحتل الجبهة الوطنية المركز الأول وفق النتائج الرسمية بحصولها على أكثر من 25% من الأصوات المعبر عنها حيث انتقلت من ثلاثة مقاعد الى 23 مقعدا الآن. وجاء في المركز الثاني اليمين الكلاسيكي المتمثل في اتحاد الحركة الشعبية الذي حصل على 20% بينما تعرض الحزب الاشتراكي الى هزيمة قاسية باحتلاله المركز الثالث ب14%.
ويعتبر فوز الجبهة الوطنية المتطرفة حدثا تاريخيا في الحياة السياسية الفرنسية والأوروبية خلال العقود الأخيرة، إذ لأول مرة يتقدم حزب متطرف في الانتخابات سواء في فرنسا أو أوروبا. وهو ما يتناوله المحللون العالميون بالتحليل، ودفع رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس الى القول ليلة اليوم “فرنسا تعيش زلزالا حقيقيا”، واعترف بأن صورة فرنسا تتأثر بهذه النتائج.
وظهرت مارين لوبين أمام وسائل الاعلام بعد إعلان الانتخابات “على الرئيس فرانسوا هولند حل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها”.
ولا يتردد بعض الأوروبيين من أصل عربي ومنهم مغاربة في وصف تقدم اليمين المتطرف في فرنسا ب “نجاح السلفية” بحكم مناداة الجبهة الوطينة الى الفرنك الفرنسي والعمل بالحدود البرية وإلغاء اتفاقية شينغن وطرد المهاجرين للمحافظة على الهوية الفرنسية بل والانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وبهذا تلتقي الجبهة الوطنية في رؤيتها مع السلفية في العالم الإسلامي مع اختلاف البيئة السياسية.