استقبل رئيس فرنسا فرانسوا هولند العاهل المغرب الملك محمد السادس مساء يومه الاثنين 9 فبراير في العاصمة باريس، واتفقا على تعزيز التعاون في مجالات شتى ومنها مكافحة الإرهاب. ويرى المراقبون في اللقاء بمثابة بداية مصالحة بعد قرابة سنة من التوتر على خلفية ملفات حقوقية وسياسية.
وجاء في موقع الرئاسة الفرنسية في شبكة الإنترنت أن هولند ومحمد السادس قد “بحثا القضايا الإقليمية والدولية، وشددا على الشراكة الاستثنائية التي تجمع المغرب وفرنسا”. كما رحبا بالاتفاق الذي جرى يوم 31 يناير الماضي من أجل إرساء “الظروف المناسبة لتعاون قضائي فعال بين البلدين”.
وجرى التباحث حول التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتعاون في مجال الأمن، وتطبيق المفهوم الجديد للعلاقات في اللقاءات التي سيجريها الوزراء.
في الوقت ذاته، لم يعكس البيان الرئاسي الفرنسي القضايا التي كانت تشغل بال السلطات المغربية وترجمها إعلام الدولة يتحدث عنها بكثرة طيلة الشهور الأخيرة وهي أوضاع الجالية المغربية في فرنسا التي تعاني من ارتفاع العنصرية والتوظيف السياسي خاصة الأجواء المرتبة عن الأجواء الإرهابية لشارلي إيبدو. كما كان الاعلام يتحدث عن سياسة تهجم فرنسية ضد المغرب في إفريقيا.
ويرى المراقبون أن اللقاء الذي جرى في قصر الرئاسة الفرنسية هو بداية مصالحة بعد سنة من التوتر وقد يشكل مقاربة جديدة للعلاقات حيث ينتظر من الطرفين تقديم تنازلات في القضايا الشائكة لتحقيق أرضية تفاهم خاصة في المجال الحقوقي والسياسي.
وإذا كان المغرب مطالب بالتعامل بنوع من الانفتاح مع القضايا الحقوقية خاصة تلك المرفوعة أمام القضاء الفرنسي ضد مسؤولين مغاربة لأن فرنسا تؤكد إرادتها للتفتاهم ولكن دون تناقض مع الاتفاقيات الدولية في التعذيب، علما أن المغرب طلب عدم حماية مسؤوليه من هذه المتابعة بل الأسبقية، فمن جانبها تجد فرنسا نفسها مجبرة على إعطاء الإنبطاع أنها لا تميل للجزائر على حساب العلاقات مع المغرب خاصة في ملفات مثل مالي وليبيا.