شهد البرلمان المغربي أمس نقاشا حول ملف الصحراء بحضور رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران. وتميزت الجلسة بتهميش نواب الصحراء من التدخل لإبداء رأيهم كما أبرزت محدودية حزب العدالة والتنمية في الدفاع عن الملف على المستوى الدولي عكس حزبي الاستقلال والاشتراكي في الماضي.
الجزائر والدبلوماسية الموازية
وتناول ابن كيران دور الجزائر في الصحراء والترويج لأطروحة تهدف الى ضرب الوحدة الوطنية بدعمها اللامشروط للبوليساريو في المنتديات الدولية، وطالب النواب بتبني خطاب واحد في هذا الملف لأنه يهم البلاد ويجب أن يبقى فوق الصراعات السياسية.
ولكن كلام ابن كيران لم يجد قبولا بعدما بدأت الأحزاب تعتبر أن هذا الملف يتطلب الصراحة المتناهية لاسيما بعد خطاب الملك يوم 11 أكتوبر الماضي خلال افتتاح البرلمان. وكانت هناك تدخلات من نواب حزب الاستقلال وحزب الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة تؤكد على محدودية العمل الحكومي في هذا الملف واستمرار مظاهر غير مرحب بها في الصحراء مثل اقتصاد الربيع وشددت على قصور الدولة المغربية في تمويل الدبلوماسية الموازية للدفاع عن الملف دوليا.
نواب صحراء ديكور
وتميزت الجلسة بغياب مطلق لنواب الصحراء الذين لم تكلفهم أحزابهم بالتدخل في هذا الملف الحساس جدا. وهذا التهميش دفع النائبة خديجة أبلاضي عن حزب العدالة والتنمية وممثلة للصحراء للتساؤل عن حرمان الأحزاب نوابهم من الصحراء في الحديث عن هذا الملف. متسائلة عما اذا كان وجود نواب صحراويين في البرلمان لا يعدو أن يكون مجرد تأثيث للمشهد السياسي المغربي بعيدا عن روح الحكم الذاتي.
ومن ضمن المداخلات المثيرة ما صدر عن ميلودة حازب رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة التي خاطبت رئيس الحكومة بما يقدمه أصدقاءه ومنهم رئيس الحكومة التركية طيب رجب أردوغان لنزاع الصحراء ومساعدة المغرب في هذا الملف دوليا.
غياب العدالة والتنمية عن تحالف حزبي عالمي
وبتطرقها الى هذا الموضوع، تلقي ميلودة حازب الضوء على عنصر أضعف المغرب خلال السنوات الأخيرة، ذلك أن عدد من الدول التي سحبت اعترافها بما يسمى “الجمهورية الصحراوية” التي أعلنها البوليساريو يعود الفضل في ذلك الى مساعي قام بها حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال.
وسمح انتماء حزب الاتحاد الاشتراكي بانتماءه الى الاشتراكيية الأممية من طرح الملف في هذا المنتدى خاصة وأن بعض أحزابه تصل الى السلطة في أوروبا وأمريكا اللاتينية. وكان لتحركات عبد الرحمان اليوسفي خلال توليه رئاسة الحكومة تأثيرا قويا في هذا الاتجاه خاصة في نهاية التسعينات، لكن الحزب الاشتراكي لم يحافظ على هذه المكتسبات لاحقا في الأممية الاشتراكية.
كما قام حزب الاستقلال، بفضل انتماءه الى تجمع الأحزاب المحافظة عالميا بدور هام لاسيما بعد صعود عباس الفاسي الى رئاسة الحكومة. ويعتبر دور حبز الاستقلال وسط التجمعات الحزبية العالمية أقل لأنه حديث الانتماء الى التكتل الحزب المحافظ الدولي عكس انتماء الاشتراكيين الى ألأممية الاشتراكية منذ مدة طويلة.
ونظرا لعدم انتماء حزب العدالة والتنمية الى أي منتدى وتجمع حزبي عالمي يضم أحزاب محافظة ذات توجه إسلامي، فالأمين العام لهذا الحزب عبد الإله ابن كيران لا يستطيع توظيفه منصبه الحكومي في الدفاع عن الصحراء في التجمعات السياسية الدولية.