تستمر العلاقات الدبلوماسية بين نواكشوط والرباط معلقة بين الانفراج والتوتر، ولا توجد مؤشرات على تعيين سفير موريتاني في المغرب. لكن العناصر التي تزيد من التوتر على حساب الانفراج تتعزز ومنها ما هو سياسي وإعلامي وآخر تجاري مثل فرض المغرب على الصادرات الموريتانية تعريفة جمركية جديدة ومرتفعة وكذلك الغموض الذي يلف الكويرة.
وكان وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار قد زار موريتانيا واستقبله رئيس هذا البلد، محمد ولد عبد العزيز يوم 24 أكتوبر الماضي، وبدأ الحديث وقتها عن تقارب محتشم بعد ثلاث سنوات من أزمة دبلوماسية من عناوينها البارزةغياب سفير موريتاني عن الرباط منذ سنة 2012.
لكن هذا الانفراج تبدد بعدما استقبل الرئيس في الأسابيع اللاحقة أمحمد خدام لحبيب المسؤول عن التنسيق مع الأمم المتحدة في الحكومة التي أعلنتها البوليساريو. ولم تنظر الأوساط المغربية الخارجية الاستقبال بنوع الارتياح، إذا كانت تنتظر السفير وليس تطوير موريتانيا العلاقات مع جبهة البوليساريو.
ورغم تعيين نواكشوط فال بنت صوينع وزيرة للخارجية ضمن تعديل حكومي، لم يصدر عن الوزيرة الجديدة أي تصريح بشأن مستقبل العلاقات مع المغرب. وفي غضون ذلك، وقعت أحداث تزيد التوتر على حساب التقارب والانفراج وهي:
الغموض الذي يلف وجود قوات البوليساريو تحت قيادة موريتانيا في منطقة لكويرة. فرغم نفي البوليساريو رسميا، فصمت الرباط ونواكشوط يثير التساؤلات، لاسيما وأن الأوساط الأوروبية المهتمة بالعلاقات المغاربية تتحدث عن استعانة موريتانيا بأفراد من البوليساريو لضبط العناصر المحسوبة على هذه الجبهة في المنطقة الفاصلة بين المغرب وموريتانيا. وتتحرك هذه العناصر تحت قيادة الموريتانيين.
استمرار رفض موريتانيا تعيين سفير جديد في الرباط بعد ثلاث سنوات من الغياب، وهو إجراء يفسر توتر العلاقات. ومن باب المقارنة، بمجرد ما شهدت العلاقات المغربية-الإيرانية انفراجا حتى بادر البلدان بتعيين سفير في الرباط وطهران.
قرار المغرب بالرفع من التعريفة الجمركية على صادرات موريتانية بحوالي 60%، وهو ما يثير احتجاج علي للتجار الموريتانيين. وأكد اتحاد التجار والناقلين الموريتانيين إلى المغرب أن “سلطات الجمارك المغربية فرضت رسوماً مجحفة على التجارة المصدرة إلى المغرب والناقلين الموريتانيين بلغت نسبة 60%”، واعتبر الاتحاد أن هذه النسبة “أدت لتراكم سلع الموريتانيين والصادرات على النقطة الحدودية الوحيدة بين المغرب وموريتانيا”. ويتسبب القرار في تعرض المغرب لهجمات إعلامية وسياسية وسط الطبقة السياسية والإعلامية الموريتانية تفاقم التوتر أكثر.