بدأت الأزمة الأوكرانية وخاصة شقها المتعلق باستفتاء انضمام القرم الى روسيا بتغيير حقيقي في السياسة الدولة، حيث طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من دول أوروبا الرفع من التنسيق في السياسة الخارجية وتطوير ترسانتها من الأسلحة والدفاع، مما يؤثر على جدية عودة صراع اشبه بالحرب الباردة ومن فضاءاته مضيق جبل طارق.
وطالب باراك أوباما في بروكسيل خلال لقاءه مسؤولين أوروبيين أمس الأربعاء من روسيا إعادة النظر في سياستها الخارجية وأنه لا يمكن نهائيا تغيير الحدود في القرن الواحد والعشرين بالقوة. وتأسف لهذه التطورات التي دقت كما قال إسفينا في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وروسيا. وطالب في المقابل من أوروبا تعزيز سياستها الخارجية وتنسيق وتطوير سياستها الدفاعية بسبب هذه التطورات.
الرئيس الأمريكي نفى أن تكون دعوته هي عودة الى الحرب الباردة، مؤكدة أن روسيا اليوم لا تقود نهائيا ائتلافا إديولوجيا. ويرى لابعض فيها رد فعل على هزيمته أمام الرئيس الروسي فلادمير بوتين
ووجدت دعوات أوباما ترحيبا من بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها اسبانيا، حيث دافع وزير الخارجية منويل غارسيا مرغايو اليوم عن سياسة الرفع من ميزانية الدفاع لمواجهة التطورات المستقبلية.
ومن جانبها، تعتبر موسكو دعوة أوباما أقرب الى العودة الى الحرب الباردة، وهنا يتوقف المراقبون بالتحذير من عودة الصراع الى الأجندة الدولية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في مواجهة روسيا وبدعم قوي من الصين وبعض الدول الأخرى.
وهذا الصراع سيقود الى تسريع وتيرة الانتشار العسكري في العالم. ومنذ اندلاع أزمة القرم، فقد بدأت روسيا تعمل على تسريع انتشارها العسكري ومنها في البحث عن قواعد عسكرية جديدة بما في ذلك في القارة الأمريكية مثل فنزويلا ونيكاراغوا، ثم التواجد القوي في البحر الأبيض المتوسط.
ومن المناطق المستهدفة في البحر الأبيض المتوسط، هناك منطقة مضيق جبل طارق بسبب إنشاء نظام الدرع الصاروخي الذي أقامته الولايات المتحدة في قاعدة روتا في إقليم قادش جنوب أقصى اسبانيا وقبالة طنجة.
وتبرز التحاليل العسكرية التي تنشرها الصحافة الروسية خلال الأسابيع الأخيرة أن موسكو قد قررت نشر سفنا حربية دائمة وبالتناوب بين مدخلي مضيق جبل طارق إما في شرقه أو غربه لأنها تعتبر نفسها مستهدفة من هذا الدرع الصاروخي. وكانت أكبر سفينة رحبية روسية قد قامت بنماورات قبالة شواطئ المغرب شمالا لتجربة اعتراض الصواريخ الأمريكية.
وهذا التمركز الحربي الجغرافي يجعل هذه السنة تطل مباشرة على المغرب، وهو ما سيجعله مجددا مسرحا للحرب الباردة كما كان قبل سقوط برلين.