اعتبرت نيجيريا سنة 2014 موعدا لتأكيد قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية للعالم، وهو تاريح يتزامن مع الذكرى المائة لوحدتها، لكن وسط هذه الاحتفالات والوعد تأتي عملية بوكو حرم باختطاف أكثر من 200 تلميذة لتبرز هشاشة “العملاق الإفريقي”.
وخلدت نيجيريا يوم 27 فبراير الماضي الذكرى المائة لوحدتها السياسية والترابية، وأقامت احتفالا ضخما في العاصمة أبوجا حضرته معظم دول إفريقيا ودول من العالم وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند ضيف الشرف في هذه الاحتفالات.
وتزامنت هذه الذكرى مع التقارير التي تفيد بتحول نيجيريا في ظرف ست سنوات الى القوة الاقتصادية العشرين في العالم، وترشحها مختلف الدراسات الاستراتيجية الى لعب دور هام في مستقبل القارة السمراء رفقة جنوب إفريقيا بل هناك من الدراسات من يتكهن بتفوقها على دولة مانديلا مستقبلا.
وعمليا، تحولت نيجيريا الى دولة يأخذ برأيها في القارة السمراء كما يؤخذ برأيها في بعض القرارات الدولية، وتستغل وجودها في مجلس الأمن لتعزيز نفوذها. بدأ رئيس هذه الدولة غودلوك جونثان يرسم لنفسه صورة زعيم قارة
لكن وسط أجواء الاحتفال بالقوة المستقبلية، تطل حركة بوكو حرم المتطرفة والمرتبطة بتنظيم القاعدة شمال البلاد لتزرع الرعب وتنفذ منذ شهر أكبر عمليات الاختطاف وأبشعها ويتعلق باختطاف أكثر من 200 فتاة.
وتؤكد الصحافة المعارضة للرئيس جونثان كيف تهدف نيجيريا الى لعب دور في القارة السوداء وهي عاجزة عن حل مشكل الفتيات المختطفات شمال البلاد، حيث بدأت قوات خاصة أجنبية تتوافد على البلاد من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا للمساهمة في عملية التحرير وكأن الأمر يتعلق بدولة فاشلة. والمثير هو احتضان باريس السبت المقبل قمة لرؤساء دول إفريقية وأوروبية لمعالجة ملف اختطاف الفتيات بينما لم تنجح هذه الدولة في تنظيم قمة مشابهة.
وعملية اختطاف الفتيات تعتبر منعطفا يبرز هشاشة الدولة النيجيرية، وتبرز غياب سيطرتها على معظم أراضيها وخاصة في الشمال. ولكن يبقى الخطير هو أن هذه الحركة ومؤيديها قادرة على إشعال حرب طائفية بين المسلمين والمسيحيين شمال البلاد، وقد بدأت تتسبب فيها لتنهي أخلام نيجيريا بتحولها الى قوة سياسية وعسكرية في القارة السمراء.