على بعد أقل من شهر من نزول فيلم في القاعات السينمائية يحكي حياته، يتعرض مهرب المخدرات الشهير محمد الوزاني الملقب بالنيني لمحاولة اغتيال مفترضة في مياه عمالة المضيق-الفنيدق في ولاية تطوان ويعتقد أنه بين الحياة والموت. وبينما تؤكد مصادر أمنية في اسبانيا أنها لا تمتلك المعلومات الكافية حتى الآن جول الحادث، لم تصدر وزارة الداخلية المغربية أي بيان في هذا الموضوع.
وتفيد معطيات نشرتها جريدة بويبلو دي سيوتا الأحد أن النيني قد يكون غادر مياه سبتة على متن دراجة مائية نحو مارينا في الجانب المغربي رفقة صديق له، وانطلق قارب نفاث وراءه حيث جرى تبادل إطلاق النار أصيب النيني على إثره بطلقات نارية. وتفيد معطيات أخرى أن النيني كان على متن زورق نفاث وتعرض للنار في المياه الإقليمية.
وتولي الصحافة الإسبانية ومنها جرائد مثل الباييس والموندو اهتماما خاصا بالموضوع لاسيما بعدما أبلغت عائلة النيني عن غيابه. ويؤكد مندوب الحكومة في سبتة في تصريحات لوسائل الإعلام الإسبانية أن كل الروايات تبقى فرضية لاسيما عندما يتعلق الأمر بشخصية من نوع “النيني”. وتعمل فرقة من الحرس المدني عل جميع الفرضيات بعدما فتحت تحقيقا في حالة اختفاء “النيني”.
وعكس السلطات الإسبانية، لم تصدر وزارة الداخلية المغربية بيانا في الموضوع هل وقعت هذه المواجهات في مياه مغربية وما يترتب عنها في حالة حدوثها من تساؤلات أمنية مقلقة من قبل يبرز كيف تمّكن مسلحون من مغادرة مياه سبتة نحو المغرب وتبادل النار في وقت يفترض وجود دوريات للدرك الملكي لمراقبة التسربات من سبتة، وفي وقت يقيم فيه الملك في إقامته في المضيق وفي وقت يؤكد المغرب أنه يعيش حالة طوارئ استثنائية بسبب “داعش”.
ويفيد موقع راديوإنترإكونوميا المحافظ والمقرب من السلطات في خبر موقع من سبتة المحتلة أن قوات الأمن المغربية قد رفعت من عمليات المراقبة والتفتيش بحثا عن النيني.
وكان النيني قد اشتهر سنة 2003 عندما انفجر ملف منير الرماش وجرى الحكم عليه بثمان سنوات ولنه نجح في الهرب الى اسبانيا من سجن القنيطرة سنة 2007، وسملته اسبانيا للمغرب سنة 2009 بعدما نزعت عنه الجنسية الإسبانية، وقضى خمس سنوات، ويفترض أنه غادر السجن منذ شهور قليلة فقط، باستثناء إذا كان قد تمتع بعفو ملكي. ويعتبر من كبار مهربي المخدرات من شمال المغرب الى جنوب الأندلس. واشتهر بمغامراته وحيدا في نقل المخدرات على متن قوارب نفاثة.
وشهدت مدينة سبتة خلال السنة الأخيرة عمليات تصفية لمغاربة متورطين في تجارة المخدرات، وفي حالة تعرض النيني للنار قد يكون هذا ناتج عن تجارة المخدرات أو عن تورطه المفترض في جريمة قتل تعود لسنوات.
ويبقى المثير أن عملية الاغتيال المفترضة للنيني تحصل على بعد أسابيع قليلة من بدء عرض القاعات السينمائية فيلم يحمل لقب هذا المهرب “النيني” الذي هو تصغير لكلمة “الطفل” وهو من إخراج دانييل مونزون يحكي أحداث مأخوذة من حياة النيني وكذلك منير الرماش التي وقعت في شمال المغرب.
ويبقى خبر اختفاء أو اغتيال النيني أحسن دعاية الآن للفيلم الذي سيعرض ابتداء من 29 غشت الجاري في اسبانيا.