تعرض عدد من نشطاء حقوق الإنسان والصحافيين في العالم العربي للتجسس من طرف شركة إسرائيلية لصالح دول تنعدم فيها الديمقراطية، من بينها الإمارات والسعودية.
واتهمت إدارة واتساب التي تملكها فيسبوك الشركة الإسرائيلية NSO Group بتنفيذ محاولات اختراق هواتف قرابة مئة شخص يعملون في عالم الإعلام والبعض ينشط في حقوق الإنسان خلال أبريل/ نيسان ومايو/ أيار الماضي. واعتبرت واتساب ذلك “خطيرا جدا لأنه يضرب أسس الحرية ويمس بالأمن الخاص للأشخاص بما قد يعرضهم للاعتقال”. ورفعت إدارة واتساب دعوى الى القضاء الأمريكي، يوم الثلاثاء.
وكانت عمليات الاختراق أو محاولات الاختراق قد حدثت بطريقة معقدة جدا بحكم قوة الشفرة التي تعمل بها واتساب علاوة على أن الاستهداف يكون مخصصا لكل فرد وليس بشكل جماعي. ونجحت إدارة واتساب خلال مايو/ أيار الماضي برصد الثغرة وإصلاحها.
وتجد مختلف أجهزة الاستخبارات وخاصة العربية نفسها عاجزة عن التنصت على مكالمات واتساب وتلجأ الى خدمات الشركة الإسرائيلية لمحاولة قراءة تبادل الخطابات والدردشة أكثر من التنصت على الهواتف.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن دولا عربية اقتنت برنامج بيغاسوس الذي تنتجه الشركة الإسرائيلية وهي المغرب والسعودية والبحرين والإمارات. وأعلن عدد من نشطاء حقوق الإنسان المغاربة مثل فؤاد عبد المومني وحسن بناجح وعبد اللطيف احماموشي عن تلقيهم إشعارا من إدارة واتساب تخبرهم بتعرض هواتفهم لمحاولة الاختراق. ووفق المعطيات التي حصلت عليها “القدس العربي”، فإن هناك 8 مغاربة جرت محاولة اختراق هواتفهم. وتوجد جهتان وراء عملية الاختراق، فرضية الاستخبارات المغربية بحكم أنها اقتنت برنامج بيغاسوس، لكن هناك معطيات بتعرض أجهزة بعض المغاربة لعملية اختراق مزدوجة قد تكون من طرف الاستخبارات المغربية وكذلك من طرف الاستخبارات السعودية أو الإماراتية.
ويدخل تجسس الإمارات والسعودية على نشطاء مغاربة ضمن هدفين، الأول، استهداف إعلاميين ونشطاء ينتقدون السعودية والإمارات فيما يتعلق بحرب اليمن أو اغتيال الصحافي جمال خاشقجي. بينما الهدف الثاني، فهو تتبع نشطاء يعتقد أن لهم دورا في المساهمة في خلق رأي فيما بتعلق بالمرحلة الثانية من الربيع العربي. وتتزعم أبو ظبي والرياض الثورة المضادة للربيع العربي. ومنذ تولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان السلطة الحقيقية في البلاد، رفع مستوى مراقبة حقوقيين وإعلاميين عرب لاسيما بعد جريمة خاشقجي.
وكانت “القدس العربي” قد تحدثت عن إقامة الإمارات ما يشبه بـ”إيشلون عربي” (برنامج تجسس ضخم أسسته الولايات المتحدة وبريطانيا وشمل الأنجلوسكسونيين فقط).