ضمنهم مئات المغاربة، وفاة 2170 من المهاجرين خلال مغامرة الوصول الى شواطئ اسبانيا

لقي 2170 شخصاً حتفهم في محاولة الوصول إلى الشواطئ الإسبانية خلال سنة 2020 بأكثر من الضعف من سنة 2019 رغم الوباء العالمي جراء فيروس كورونا، وكانت الطرق البحرية للهجرة التي تؤدي إلى جزر الكناري هي الأكثر تسجيلاً للمآسي. ويرتقب الاتحا الأوروبي ارتفاع نسبة الهجرة غير القانونية بسبب الصعوبات التي تعيشها الدول الإفريقية.
وفي تقرير لها أمس الأربعاء من الأسبوع الجاري، أوردت جمعية «طريق الحدود» مقتل 2170 شخصاً خلال 88 محاولة للعبور نحو الشواطئ الإسبانية، حيث سجلت الطرق البحرية التي تؤدي إلى جزر الكناري غرق 45 قارباً ووفاة 1851 شخصاً، في حين أن الباقي وعددهم 319 لقوا حتفهم غرقاً في شواطئ جنوب إسبانيا وشمال المغرب. ومن باب المقارنة، فقد سجلت السنة الماضية غرق 893 شخصاً، وبالتالي فحصيلة ارتفاع الوفيات كان بـ 143% مقارنة مع 2020.
ويتعلق الأمر بحوادث الغرق التي تم التعرف عليها وورودها في إحصائيات رسمية، وحدوث عمليات غرق في عرض البحر لم يتم تسجيلها، ولكن عائلات الضحايا يؤكدون تلقيهم استنجاداً من أفراد عائلاتهم الذين هاجروا. ويؤكد التقرير أن هناك معطيات حول غرق 33 قارباً بالمهاجرين الذين كانوا على متنه دون العثور عليهم حتى الآن، وهناك حالات أخرى لم يتم إحصاؤها والتعرف عليها.
ورغم سنة الوباء من فيروس كورونا، وحالات الاستثناء والطوارئ مثل حصر ساعات التجول، فقد سجلت سنة 2020 ارتفاعاً مهولاً في الهجرة السرية من شواطئ المغرب العربي انطلاقاً من ليبيا إلى المغرب نحو جنوب أوروبا، ومن جنوب المغرب وموريتانيا نحو جزر الكناري الإسبانية الواقعة في المحيط الأطلسي قبالة الصحراء. وتميزت هذه السنة بارتفاع لا مثيل له من شواطئ الجزائر نحو الشواطئ الجنوبية والشرقية لإسبانيا في الواجهة المتوسطية.
ولا توجد إحصائيات دقيقة للمهاجرين الذين وصلوا إلى شواطئ إسبانيا خلال سنة 2020 ويتوزع هؤلاء على الذين تعترضهم دوريات الحرس المدني أو تسعفهم دوريات الإنقاذ في عرض البحر، ثم هناك الذين ينجحون في تفادي الحراسة. ويسود الاعتقاد أن العدد يفوق 40 ألفاً ما بين الموقوفين والذين نجوا من المراقبة، ولاسيما أن السلطات الأوروبية تتجنب أحياناً إعطاء الأرقام الحقيقية في ظل ارتفاع مشاعر العداء للمهاجرين بسبب الأزمة الناتجة عن الوباء كوفيد-19 وكذلك بسبب خطابات اليمين المتطرف الذي يستهدف المهاجرين.
ويسود القلق وسط الاتحاد الأوروبي، ولاسيما إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، جراء الارتفاع المرتقب لظاهرة الهجرة نتيجة تأزم الأوضاع المعيشية في الدول الإفريقية، ومنها في شمال القارة، مثل حالات المغرب وتونس اللذين تأثرا بتراجع السياحة والصادرات، ثم الجزائر التي تأثرت بتراجع أسعار المحروقات، علاوة على إفريقيا الغربية وخاصة السينغال التي كذلك تحولت إلى نقطة رئيسية لانطلاق القوارب.ولهذا السبب، قام وزراء الخارجية والداخلية في أكثر من بلد أوروبي، مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا، بزيارة دول شمال إفريقيا مثل الجزائر والمغرب وتونس، وغربها كموريتانيا والسنغال، بهدف تسريع وتيرة ترحيل المهاجرين.

Sign In

Reset Your Password