صدر مؤخرا عن دار النشر ليتوغراف بطنجة (يوليوز 2013 ) كتاب الوصف العام لإفريقيا، للكاتب و المؤرخ الإسباني لويس ديل مارمول كارباخال، و تمت ترجمة هذا الكتاب انطلاقا من النسخة الإسبانية الأصلية (طبعة 1573) الموجودة بالمكتبة العامة و المحفوظات بتطوان. الكتاب من 500 صفحة من الحجم المتوسط، و يضم هذا الجزء من المؤلف: الكتاب الأول و الكتاب الثاني. أنجز الترجمة بدعم من وزارة الثقافة الإسبانية الأستاذان إدريس الجبروني و محمد القاضي.
و اعتمدا في ترجمة الكتاب الثاني على التركيز فقط على الأحداث التاريخية المغربية-الأندلسية، لما لها من أهمية في الرصد الدقيق للمراحل التاريخية في المغرب، بدء من المرابطين و الموحدين و المرينيين و الوطاسيين و السعديين، و ما كان يوازيها من أحداث في الأندلس إلى نهاية القرن السادس عشر، و ظهور الدولة العثمانية، و المعارك البحرية التي خاضها الإسبان و الأوربيون ضد القراصنة الأتراك في مياه البحر الأبيض المتوسط.
لويس ديل مارمول كارباخال (ولد سنة 1520 بغرناطة وتوفي ببيليث- مالغة 1600). عسكري ومؤرخ وكاتب إسباني. عمل في الخدمة العسكرية مع الملك كارلوس الخامس والملك فيليبي الثاني، شارك في الحملات العسكرية على إفريقيا وإيطاليا. قضى ثمان سنوات بسجن الجزائر حيث تعلم اللغة العربية. و بعد خروجه من السجن قام برحلات عبر الضفة الجنوبية للبحر المتوسط حتى تخوم مصر. يعتقد البعض أنه عاد إلى إسبانيا سنة 1557. استفاد من تجربته الإفريقية الواسعة وكتب كتاب الوصف العام لإفريقيا الذي يتكون من ثلاثة كتب، تناول فيها الحقبة الممتدة منذ ظهور الإسلام بالجزيرة العربية إلى سنة 1571 (1573-1599)، حيث توسع في الكتاب الكلاسيكي لليون الإفريقي(الحسن الوزان)، مضيفا إليه تجربته الشخصية، و تجربة آخرين، و اعتمد على عدة مصادر أخرى. يبدو أن خطابه كان يركز على المصالح التجارية للإسبان بإفريقيا، و يتجلى ذلك من خلال القيمة الهامة للمعلومات التي أضافها حول الخيرات و مواد الاستهلاك التي كانت تعتبر بإسبانيا و أوربا، في تلك الحقبة، ذات قيمة عالية. لويس ديل مارمول كارباخال أعد هذا الكتاب، و وجه الجزء الأول منه للملك فيليبي الثاني سنة 1573، يحدوه الأمل على أن المعلومات التي يتضمنها هذا العمل حول الواقع الجغرافي و الإثنوغرافي للقارة أن يكون ذا فائدة في حالة ما إذا برزت مصالح إمبريالية بالنسبة للعرش الإسباني.
عينه خوان دي أوستريا مفتشا على تموين الجيش الملكي الإسباني، حيث عانى الكثير من المرارة بسبب هذا المنصب، وبهذه المهمة شارك في حرب البشرات، و التي استفاد منها في كتابة مؤلفه الثاني “تاريخ ثورة وعقوبة مورسكيو مملكة غرناطة (مالغة 1600). في سنة 1579 رفع مذكرة للملك فيليبي الثاني، حيث عرض من خلالها، أنه بعد أربعين سنة من الخدمة في حروب إفريقيا و إيطاليا و البشرات فإن الضيعة التي منحت له في بيليث مالغا لا تكفيه لإعالة عائلته وطلب بأن ينعم عليه بامتيازات أخرى. لكن طلبه رفض من طرف خوان باثكيث سالاثار، الكاتب الخاص للعاهل الإسباني فيليبي الثاني.