صدرت النسخة العربية من كتاب “25 سنة 25 فكرة، جيل من أجل تغيير العالم العربي” للمفكر هشام العلوي بعد صدور النسخ بالانجليزية والفرنسية والإسبانية. وهو تجميع للمقالات التي نشرها في المجلة الشهرية المعروفة لوموند دبلوماتيك على مدار ربع قرن من سنة 1995 الى سنة 2020. وهذه هي النسخة العربية
ونشر الكاتب العديد من المقالات في مختلف المنابر الدولية الغربية والعربية، ولكن تبقى مقالاته في الجريدة الشهرية لوموند دبلوماتيك ذات طابع خاص نظرا لطابها التحليلي والأكاديمي، ويقول “تشكل لوموند دبلوماتيك بالنسبة لي ذلك الفضاء الذي كنت ومازلت أجد فيه ذاتي فكريا. نعم، لدي نشاطات في فضاءات أكاديمية وجمعوية وإعلامية مختلفة ومتعددة، ولكن يبقى ارتباطي بهذه المجلة الشهرية ارتباطا خاصا”.
ويبرز الكتاب المسيرة الفكرية للكاتب ويقدم الخيط الناظم لأطروحاته السياسية في معالجته للقضايا التي تشغل بال الرأي العام المغربي والعربي سواء الإصلاح السياسي الداخلي أو العلاقة مع الآخر وأساسا الغرب.
وفي وقت كانت الصورة السائدة عن غالبية الأمراء في العالم العربي هي صورة نمطية وسوريالية، برز بمقالات في منتصف التسعينات في هذا المنبر الشهري لتقديم أمير منشغل بالإصلاح والديمقراطية. وكانت البداية بمقالات منتصف التسعينات مثل “أن تكون مواطنا في العالم العربي” سنة 1995 الذي يسرد التخلف السياسي في هذه المنطقة. ويكتب حول هذه النقطة “كان الموضوع الأول في هذه السلسلة من المقالات هو تفكيك النظرة الاستشراقية التي تزعم أن الشرق الأوسط هو فضاء الاستبداد الدائم. وفي حين أن الأنظمة الاستبدادية كثيرة في المنطقة، فإن طبيعة سلطويتها ليست فريدة من نوعها بالنسبة لهذه المجتمعات”.
ثم “الملكية تتلمس طريقها نحو الإصلاح من أجل تأمين الانتقال الديمقراطي واستمرار العرش” سنة 1996، وذلك في تحليل استباقي لمرحلة التناوب التي شهدها المغرب نهاية التسعينات مع حكومة عبد الرحمان اليوسفي.
أما الموضوع الثاني الذي انشغل به فهو كما يقول “يتعلق بالديناميات القائمة بين الإسلام والديمقراطية حيث افترض أن الإسلام والديمقراطية لا يتعارضان. وهذا لا يعني أن الديمقراطية حتمية في الشرق الأوسط، لأن انهيار الاستبداد ليس بالضرورة مرادفا للديمقراطية. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أنه لا يوجد تعارض جوهري بين الحريات السياسية من ناحية، والثقافة الإسلامية والعقيدة من ناحية أخرى. بالإضافة إلى ذلك، فإن أي تقدم ديمقراطي في المنطقة سيتطلب من الجهات الإسلامية الفاعلة التعبير عن نفسها من خلال السياسة الحزبية والتعبئة الاجتماعية.
وتضمن الكتاب مقالات عند وقوع المنعطفات الكبرى مثل رحيل الملك الحسن الثاني وتفجيرات 11 سبتمبر، ثم تفجيرات 16 مايو، وحرب العراق والربيع العربي مع التركيز المستمر على قضايا الحرية والديمقراطية والإصلاح والمساواة والكرامة وتجاوز السلطوية. وجاءت المعالجة الفكرية لهذه القضايا من زوايا متعددة، سياسية واجتماعية واقتصادية واستحضار مختلف الفاعلين من أنظمة حاكمة ومؤسسات وطنية ودولية ومجتمع مدني وقوى إقليمية ودولية ، وذلك لرصد التطورات وفهم أعمق للتغيرات الحاصلة.