ينتقد صحافيون ونشطاء سياسيون ومن المجتمع المدني تغيير المواقف والسياسية التي يقوم بها حزب العدالة والتنمية المتزعم للحكومة المغربية برئاسة عبد الاله بنكيران سواء في المجال الاقتصادي مثل رفع الأسعار أو التضييق على الحريات بتنسيق مع الدولة العميقة في المغرب.
وخلال الأيام الماضية، أقدمت حكومة بنكيران على تطبيق ما يعرف بسياسة المقايسة على أسعار المحروقات، وهي الرفع من أسعار المحروقات إذا ارتفع سعر البترول في السوق الدولية. وتسببت هذه السياسة في ارتفاع أصوات الاحتجاج، بينما يصرح الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي أن “الشعب المغربي قد تقبل الزيادة بحس وطني”. وهذا الشعب المغربي هو الذي يغلي في شبكات التواصل وقد ينظم تظاهرات ابتداء من الأحد المقبل. وعلق ناشط فايسبوكي على هذا التصريح “هل أنجز الخلفي استطلاعا للرأي لقول مثل هذا”.
ومما يزيد من حالة اليأس من هذه الحكومة التي يترأسها حزب إسلامي يصل الى السلطة لأول مرة بعدما كان مهددا بالحظر هو أنه رفع شعار محاربة الاحتكار ومحاربة الفساد المالي كمدخل لتنقية الأجواء الاقتصادية نحو منافسة حرة، لكن بمجرد وصوله الى الحكم لم يجد سوى الرفع مرتين من المحروقات وأسعار المواد الغذائية مثل الحليب وتجميد الاستثمارات العمومية والتقليص من مناصب الشغل بشكل لم يسبق أنه فعله أي رئيس حكومة سابق.
ويأتي فصل جديد مما يعتبره الحقوقيون لقاء الحكومة المغربية مع الدولة العميقة في البلاد، وهو الإجهاز ومضايقة حرية التعبير مثلما يحدث مع اعتقال الصحفي علي أنوزلا، مدير النشر للجريدة الرقمية لكم بسبب نشر مقال حول شريط لتنظيم القاعدة.
ولم يتردد وزير العدل مصطفى الرميد من تطبيق قانون الإرهاب على الصحفي علي أنوزلا، وهو القانون الذي قال الرميد في أكثر من مناسبة قبل وصوله الى الحكم أنه “يهدف الى تكميم الأفواه وممارسة الرعب على النشطاء السياسيين”.
واعتبرت مقالات صحافية وبيانات جمعيات مثل الائتلاف المغرب لحقوق الإنسان الذي يضم 22 جمعية حقوقية وناشطة في المجتمع الدني أن الاعتقال بموجب قانون الإرهاب عمل مشين من طرف الحكومة المغربية.
ويؤكد الكثير من المحليين المغاربة أن حزب العدالة والتنمية الذي انحاز للشعب عندما كان في المعارضة قد انحاز اليوم الى الدولة العميقة في المغرب.
واعترض شباب مغربي منذ يومين رئيس الحكومة ابن كيران ومنعوا سيارته من الحركة في العاصمة الرباط، وانهالوا عليه بشعارات شديدة اللهجة، ولم يجد ما يقدمه لهؤلاء الشباب سوى التحدي بشكل صبياني قائلا “سأمر من نفس الطريق وسأتحدى الشباب المعطل”.