الى جانب ما يسمى الحكومة الشرعية لليمين التي نددت بأدوار خطيرة للإمارات العربية في اليمن بتشجيع الانفصال، دعت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام سنة 2011 إلى إنهاء ما وصفته باحتلال عسكري سعودي إماراتي لبلادها، واتهمت البلدين بقمع التحول الديمقراطي بالمنطقة.
ودخل تحالف عسكري بقيادة السعودية تدعمه الولايات المتحدة بالسلاح والمخابرات إلى أتون الصراع اليمني بعدما سيطرت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران على معظم أراضي اليمن في أواخر عام 2014 ونجاحها في النهاية في طرد الحكومة إلى المنفى في السعودية.
وقالت كرمان لرويترز في مقابلة عبر الهاتف من اسطنبول حيث تقيم “الاحتلال السعودي الإماراتي لليمن واضح للعيان .. لقد غدروا باليمنيين وخانوهم واستغلوا انقلاب ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران على الشرعية، ليمارسوا احتلالا بشعا ونفوذا أعظم”. وأضافت كرمان “اتضح أن التحالف يكذب ويمارس الخداع ويعمل على تنفيذ أجندة خاصة به لا علاقة لها بقرارات مجلس الأمن بل تتعارض معها”.
وزعمت كرمان أن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ومسؤولين آخرين كبار محتجزون رهن “الإقامة الجبرية” في الرياض وأنهم ممنوعون من ممارسة مهامهم في الحكم من أجل الحفاظ على النفوذ السعودي والإماراتي.
وقالت الناشطة اليمنية “هناك عدوان آخر تقوم به الإمارات في اليمن هل تريدون معرفته؟ حسنا، لقد قامت الإمارات ببناء سجون خاصة تمارس فيها التعذيب والتنكيل بمعارضيها. الإمارات إلى جانب ذلك تحتل الجزر والموانئ والمطارات في المناطق المحررة وترفض تسليمها لسلطة الرئيس هادي”.
لكن كرمان تقول إن السعودية والإمارات تسعيان للوقوف أمام حركة التاريخ بشأن التقدم السياسي في اليمن وغيره.
وتبرز في تصريحاتها “السعوديون والإماراتيون يعتبرون الربيع العربي عدوهم الأول وهذا خطأ استراتيجي يقعون فيه …لذا ادعو الدولتين إلى أن تتصالحا مع الربيع العربي .. لا أن تتصادما معه ، لأن المستقبل هو مستقبل التغيير، وعجلة التاريخ لا تعود للوراء”.
وأضافت “سيرحلون وتبقى اليمن .. سنحرر بلدنا منهم جميعا .. من الاحتلال السعودي الإماراتي ومن الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا معا .. وسنقيم دولة الحرية والعدالة والديمقراطية والقانون .. هذا قدرنا ووعدنا وميعادنا”.
وقالت كرمان “مشكلة السعودية والإمارات ليست مع الإسلام السياسي فقط بل مع مطالب التغيير وكل من يحملها سواء كانوا من الإسلام السياسي أو التيارات القومية أو الليبراليين أو حتى المستقلين … مشكلتهم مع المطالبين بالمساواة ودولة الحرية والعدالة والديمقراطية”.
وقالت كرمان “سيعاود الربيع الكرة في أي بلد، وفي كل مرة يكون هناك دولة الاستبداد والفساد والفشل والمحسوبية والرشاوي سيحدث ذلك في أي دولة من المحيط إلى الخليج”.
وقد خرقت حرب السعودية والإمارات ضد اليمن كل المواثيق الدولية، وسقط من ضحاياها الكثير من الأبرياء من أطفال ومسنين، وقد حذّرت الأمم المتحدة من الجرائم التي تشهدها هذه الحرب ومن انعكاساتها مثل تفشي الأمراض والمجاعة وقتل الأطفال. أمام عجز ما يسمى “عاصفة الحزم” حسم الحرب والقضاء على حركة الحوثيين الذين يفترض أنهم واجهة لإيران، تقوم القوات العسكرية التابعة للدول الملكية الغنية بتدمير البنيات التحتية للدولة اليمنية من مستشفيات ومدارس وطرق، وهذا يعتبر من أكبر الجرائم في الحروب لأنه يدخل في دائرة الانتقام المجاني.