تضامن حكومات دول المغرب العربي مع فرنسا في العمل الإرهابي الذي تعرضت له الأسبوع الماضي، ولكنها منعت توزيع عدد أسبوعية شارلي إيبدو في أكشاكها بسبب صور الرسول، رغم ترجمة العدد الى اللغة العربية بل يخلف ردود فعل قوية وسط شريحة كبيرة من الرأي العام العربي.
وجرى توزيع خمسة ملايين نسخة من تشارلي إيبدو يومه الأربعاء، حيث نفذت في ظرف ساعة في جميع أكشاك فرنسا، وتمت ترجمتها الى 16 لغة ومنها العربية وتوزيعها في أكثر من 25 دولة، لكن دول كثيرة منعت توزيعها مثل العالم الإسلامي باستثناء صحيفة تركيا، كما جرى منع التوزيع في المغرب العربي.
وكانت تونس قد نددت بالهجمات التي تعرض لها فرنسا يومي الأربعاء والخميس والجمعة من الأسبوع الماضي وخلفت مقتل 17 شخصا منهم 10 من موظفي وصحفيي أسبوعية شارلي إيبدو بسبب انتقاما من رسومات كاريكاتيرية حول الرسول، وشارك رئيس حكومتها مهدي جمعة في مسيرة الأحد الماضي.
وبدورها، نددت الجزائر بهذه الأعمال الإرهابية وشارك وزير خارجيتها رمطان لعمامرة في مسيرة الأحد، وكان تنديد المغرب واضحا وفضل عدم المشاركة في مسيرة بسبب وجود رسوم كاريكاتورية لنبي.
واتخذت الحكومات الثلاث اليوم قرارا بعدم توزيع عدد شارلي إيبدو الذي طبع منه خمسة ملايين نسخة بسبب تصدر صورة للرسول الواجهة، وإن كان هذه المرة في وضع مختلف يبكي الضحايا بدل رسومات السابق التي كان فيها في وضع سلبي.
وتبرر الحكومات الثلاث ومنها المغربية على لسان الناطق باسم حكومة الرباط، مصطفى الخلفي قرار المنع بعدم تطابق الرسومات الهزلية وتجسيد الرسول في رسوم مع تقاليد وما ينص عليه الدين الإسلامي. وامتد منع المغرب الى وسائل إعلام أخرى مثل لوموند وماريان وليبراسيون.
وركزت الصحافة الفرنسية ومنها جريدة لوموند على المنع في منطقة المغربي العربي وأساسا الدول الثلاث بحكم أنها تعتبر ثقافيا فرنكفونية. وتابعت الحملة التي تجري حاليا في بعض وسائل الاعلام التي تدري تكريم الرسول مثل جريدة الشروق اليومي التي عنونت بعض مقالاتها وصفحاتها “نحن جميعا محمد” في إشارة الى الرسول على شاكلة “أنا شارلي”، وكذلك “لا للإساءة للرسول، نحن ضد الإرهاب”.