لم يقدم المغرب أي نتائج التحقيق لأول حرب إلكترونية تعرض لها من خلال القرصان المعروف باسم كيرس كولمان، لكن كل المعطيات تشير الى أن دولة معينة ومتطورة هي التي تقف وراء هذا العمل بسبب الانتقام من الكشف عن عملائها.
ومرت سنة على بدء عملية النشر المكثفة التي قام بها القرصان كريس كولمان في تويتر، وكان ذلك خلال أكتوبر الماضي، حيث نشر وثائق تتعلق بالخارجية والمخابرات العسكرية التي يديرها ياسين المنصوري وبعض وثائق الجيش دون باقي المؤسسات الأمنية وركزت على الصحراء أساسا.
واعتادت الدول المسؤولة فتح تحقيق وتشكيل لجن برلمانية لمعالجة عمليات القرصنة التي تتعرض لها وتقدم توضيحات للرأي العام خاصة عندما يتعلق الأمر بعملية قرصنة تتسرب الى وسائل الاعلام ولا تبقى محصورة سرية. ومن ضمن الأمثلة، اضطرت الولايات المتحدة الى فتح تحقيق في الكونغرس حول القرصنة التي تتعرض لها من الصين. ورغم علنية القرصان كولمان، لم تقدم الدولة المغربية أي تحقيق للرأي العام المغربي.
وحاولت ألف بوست الحصول على الأسباب الحقيقية والتقنية لأول حرب إلكترونية علنية تعرض لها المغرب، بحكم أن هناك حروب أخرى لا يتم الكشف عنها، ويتعرض الأمن الالكتروني للمغرب لحرب مستمرة شأنه شأن باقي الدول بحيث أن التجسس الآن يركز على ما هو إلكتروني.
وباستثناء بعض التصريحات المتضاربة والغامضة لوزير الاتصال مصطفى الخلفي ووزير الخارجية صلاح الدين مزوار لم تقدم الدولة المغربية نتائج التحقيق، ولكنها اعترفت بوجود تجسس إلأكتروني.
وحصلت ألف بوست على معطيات تفيد أن عملية التجسس هي شاملة وتمت عبر تقنيتين، الأولى وهي التسلل الى بريد الإلكتروني الى شخص من الحقل الاعلامي ضمن اللوبيات التي تدافع عن مغربية الصحراء، وهي عملية سهلة للغاية يمكن أن يتعرض لها أي شخص خاصة إذا كان كثير السفر ويستعمل إنترنت الفنادق أي المفتوحة.
بينما الطريقة الثانية وهي صعبة للغاية وتتطلب موارد ضخمة وتقنيات عالية فقد اعتمدت على تسريب فيروس الى الشبكة الداخلية إنترانت Intranet يقتنص فقط الوثائق المصورة ببرنامج بي دي إف PDF، وهذه هي الأخطر. وتفاديال للتجسس، تقوم الهيئات والمؤسسات بتصوير الوثائق الأصلية بطريقة بي دي إف ويجري تبادلها بين المسؤولين داخل هيئة محددة ومعنية عبر شبكة إنترانت المغلقة. ورغم هذه المحاولات، فقد دول في اختراق دول أخرى إلأكترونيا.
ومن خلال نوعية الوثائق التي نشرها القرصان كريس كولمان يتبين أنها من إنترانت وليس فقط البريد الالكتروني، فهناك المبادلات حول البريد الاكتروني واضحة للغاية، وهناك وثائق تم تصويرها بعد التأشير عليها وتوجيهها الى مؤسسات مختلفة. ونظرا لحساسية بعض الوثائق التي تهم المخابرات وإدارة الدفاع، فهذا يعني أنه جرى اختراق إنترانت عبر فيروس بي دي إف. ومهما بلغت درجة بعض المتعاونين مع الدولة المغربية، لايمكنهم نهائيا الاطلاع على وثائق معينة خاصة بالجيش المغربي مثل وثيقة التصنيع الحربي.