يجد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران صعوبة في إنجاز التعديل الحكومي حيث بدأ يواجه مطلب تغيير جذري في هيكلة هذه الحكومة يتجاوز الاقتصادر فقط على تعويض وزراء حزب الاستقلال المنسحبين، وقد يمتد الأمر الى تغيير في وزارة الخارجية التي سيفقدها باحتمال ذهاب سعد الدين العثماني أو توليه حقيبة جديدة مختلفة.
ويراهن ابن كيران على دخول حزب الأحرار الى الحكومة رغم ما يسببه له ذلك من حرج أمام الرأي العام المغربي نتيجة اتهامات لأعضاء من العدالة التنمية الأمين العام للأحرار صلاح الدين مزوار بالفساد المالي والآن سيتحالف معه الحزب.
ولكن مهمة ابن كيران ليست سهلة، فقد وجد عند حزب الأحرار خطابا مفاده ضرورة تغيير جذري للحكومة يشمل وزارات رئيسية وتسطير أجندة أهداف في المجال السياسي والدبلوماسي والاقتصادي.
وحصلت ألف بوست على ملعومات من مصادر سياسية رفيعة في الرباط توحي باحتمال أن يشمل التعديل الحكومي وزارة الخارجية لأن هناك تيار وسط الدولة المغربية يحبذ استعادة هذه الحقيبة. ويبقى السبب هو التحديات التي يواجهها المغرب في ملف الصحراء والتي تتطلب أساسا وجود شخص له علاقات قوية مع الغرب لاسيما في ظل مواقف سلبية لبعض الدول التي يفترض أنها حليفة مثل الولايات المتحدة وبريطانيا من الصحراء علاوة على تراجع تأييد الاتحاد الأوروبي للمغرب.
وترى هذه الأوساط أن المغرب تجمعه علاقات قوية بالغرب ويتطلب منصب الوزير شخصية مدركة لهذا الغرب وتمتلك شبكة مع شخصيات ومؤسسات نافذة وهو ما لا يتوفر عليه العثماني في الوقت الراهن الذي له توجه نحو ما يسمى “الدبلوماسية الإسلامية” في وقت يتراجع فيه الإسلاميون في مصر وتونس وتركيا خلال هذه المرحلة من الربيع العربي.
وفي حالة تجاوز التعديل تعويض وزراء حزب الاستقلال المغادرين الى تعديل هيكلي للحكومة، وقتها سيكون العثماني من المرشحين لمغادرة هذه الوزارة وقد يتولى حقيبة أخرى مثل الصحة الذي هو مجال تخصصه. وكانت جريدة أخبار اليوم قد تحدثت في الماضي عن احتمال مغادرة العثماني للوزارة.