لم يعد مواطنو إفريقيا جنوب الصحراء وحدهم يسعون للدخول الى سبتة ومليلية المحتلتين بل انضاف إليهم مؤخرا السوريون الذين يرغبون في الوصول الى أوروبا عبر شمال المغرب، ويوجد بعضهم في حالة اعتصام أمام بلديتي المدينتي المحتلتين. وتتخوف اسبانيا من ارتفاع هذه الظاهرة مستقبلا.
وشكلت سبتة ومليلية معبرا رئيسيا للمهاجرين الأفارقة للانتقال نحو أوروبا، ولكن في بعض اللحظات تتحول الى معبر لمواطني الدول التي تعيش أزمات سياسية خطيرة. وكانت قد تحولت الى معبر رئيسي للجزائريين في التسعينات نحو أوروبا الذين هربوا من الحرب الأهلية.
واليوم تعود سبتة ومليلية لتتحول الى معبر رئيسي للسوريين الذين يصلون الى المغرب هربا من الحرب. ولا يتجاوز عدد السوريين الذين يصلون الى المغرب بضع مئات شهريا، حيث يلقون بعض الترحيب الشعبي ولا تضطهدهم السلطات المغربية. ولكن رغم هذا، يفكر الكثير منهم في السفر الى أوروبا بسبب الخدمات الاجتماعية رغم الأزمة الاقتصادية وكذلك لوجود أفراد عائلات لهم هناك يوفرون لهم المأوى والحد الأدنى من العيش الكريم.
ونجح العشرات من السوريين من التسلل الى سبتة ومليلية، ويحاول آخرون ذلك أحيانا عبر وسطاء وتأدية ثمن وأحيانا مجانا من باب التعاطف. واعتصم بعض السوريين أمام مقر مندوبية الحكومة وكذلك البلدية التي تعتبر مقر حكومة الحكم الذاتي، ويطالبون بسماح السلطات لهم الانتقال الى اسبانيا ومنها الى أوروبا.
وترفض سلطات مدريد حتى الآن السماح لهم بالانتقال الى اسبانيا، وتتخوف من أن تتحول الهجرة السورية الى شبيه بالإفريقية لاسيما وأن عدد النازحين لا يتوقف وإن كان ليس مقلقا.