يتفاجأ المغرب بتطورات الوضع في مالي ويجد نفسه في موقف دبلوماسي حرج بعدما نفذت الحركة الوطنية لتحرير الأزواد المقربة منه عمليات مسلحة تهدد الاستقرار في شمال البلاد. وقد أرسل الملك محمد السادس وزير الخارجية صلاح الدين مزوار في زيارة لم تكن مبرمجة الى باماكو لاحتواء الوضع.
وتعيش مالي توترا سياسيا بسبب المواجهة التي وقعت مؤخرا بين الحكومة المالية والحركة الوطنية لتحرير الأزواد التي كان الملك قد استقبل زعيمها الشريف بلال آغا خلال يناير الماضي في الرباط، وهي المواجهات التي خلفت 36 قتيلا. ووقعت المواجهات بعدما زار رئيس الحكومة المالية موسى مارا شمال البلاد الذي تعتبره الأزواد حركة خاصة بها. وتجددت المواجهات اليوم في شمال مالي وخلفت مقتل قرابة 40، وحل الرئيس الموريتاني محمد بن عبد العزيز بحثا عن حل للنزاع.
وبدأ المجتمع الدولي يحمل حركة الأزواد مسؤولية ما يجري من تطورات في شمال مالي، حيث نددت عدد من الدول مثل الولايات المتحدة ودول إفريقية ومنظمة الاتحاد الافريقي بما جرى، باستثناء المغرب الذي أعرب عن قلقه دون التنديد بما قامت به هذه الحركة. وتنفيذ حركة محسوبة على المغرب ومقربة منه عمليات مسلحة يعض المغرب دبلوماسيا في موقف حرج للغاية.
وكان المغرب قد أصدر الاثنين الماضي بيانا يعرب فيه عن قلقه، وفي اليوم الموالي حمل صلاح الدين مزوار رسالة ملكية الى رئيس مالي إبراهيم كيتا تدعو الى الحوار السياسي لتجاوز الأزمة. والمثير أن موقف وزارة الخارجية لا يتحدث نهائيا عن هذه الزيارة المفاجئة. وتناول موقع يابلادي المغربي الصادر بالفرنسية الزيارة وكذلك الصحافة الجزائرية، هذه الأخيرة أعطتها تأويلا مفاده تشويش المغرب على زيارة وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الى موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي.
وتعتبر مالي مسرحا لمواجهة دبلوماسية بين المغرب والجزائر، حيث يحاول كل واحد منهما لعب دور رئيسي في مفاوضات السلام في البلاد.