خلف زلزال شديد بقوة 8.2 درجات ضرب شمال تشيلي، إلى سقوط خمسة قتلى على الأقل، وصدور إنذارات من وقوع تسونامي في تشيلي، وبعض الدول المجاورة مثل البيرو ، فيما أعنلت رئيسة البلاد ميشيل باشوليت حلول كارثة بالبلاد، ونزح حوالي 900 الف شخص من السواحل باتجاه مناطق داخلية، وجرى تعليق الرحلات الجوية بالبلاد.
وقال وزير الداخلية التشيلي، رودريغو بينياليلو “أعلن بحزن مقتل خمسة أشخاص: أربعة رجال وامرأة، في مدينتي ايكيكي وآلتو أوسبيسيو، بسبب نوبة قلبية أو سقوط حطام”.
وأمر الجهاز الوطني التشيلي للحالات الطارئة بإخلاء سواحل شمال البلاد بعد دقائق من وقوع الزلزال، وأصدرت حكومات الأكوادور وهندوراس وبيرو إنذارات من خطر وقوع تسونامي.
وشعر بالزلزال في تشيلي سكان المناطق الواقعة على بعد حوالي 1800 كلم شمال سانتياغو، وأعقبه على الفور إطلاق صفارات الإنذار، وصدور تحذيرات، عن الأجهزة الوطنية للحالات الطارئة، تأمر السكان بإخلاء المناطق الساحلية.
وتقع تشيلي عند ما يسميه علماء الجيولوجيا حزام النار في المحيط الهادىء حيث النشاط الزلزالي كثيف.
وقبل أسبوعين، ضرب زلزالان بقوة سبع درجات الساحل الجنوبي للبلاد.
وكانت تشيلي قد تعرضت لزلزال شديد بقوة 8.8 درجات في فبراير 2010، تلاه تسونامي أسفر عن مقتل أكثر من 500 شخص، ودمر العديد من المباني.
انقطاع الكهرباء
وقالت فيرونيكا كاستيلو التي تقيم مع عائلتها في اريكا لوكالة فرانس برس “كل المصابيح انفجرت في الشوارع، وخرج الناس مذعورين وهم يركضون. ووقعت لاحقا عدة هزات ارتدادية”.
ورغم ازدحام السير الذي نتج عن مسارعة السائقين إلى مغادرة المناطق الساحلية متوجهين إلى المرتفعات، جرت عملية الإخلاء دون مشاكل، وقال بينياليلو إنها ستبقى سارية لست ساعات على الأقل.
وأضاف أنه “سيترتب على السكان الذين أجلوا الانتظار بضع ساعات ريثما تتبدد جميع المخاطر”.
كما أفاد بفرار حوالى 300 معتقلة من سجن ايكويكي المدينة الاقرب الى مركز الزلزال، حيث تم نشر فرق من القوات المسلحة “من باب الاحتراز” لمساعدة الشرطة في العثور على السجينات.
وينتظر وصول طائرة تنقل حوالي مئة من عناصر القوات الخاصة إلى ايكويكي منعا لوقوع عمليات نهب محتملة.
وألحق الزلزال أضرارا ببرج المراقبة في مطار ايكويكي، وألغيت جميع الرحلات في مدن الشمال الكبرى الثلاث: انتوفاغاستا، وايكويكي، واريكا.
ولم تتأثر خطوط الاتصال الهاتفي وخدمات مياه الشرب، لكن التيار الكهربائي انقطع عن عدة مناطق.
وأفادت مسؤولة في منطقة اريكا بأن “معظم السكان أخلوا المنطقة سيرا على الأقدام، وأجلي 95 في المئة من سكان اريكا”، مشيرة إلى عدم تسجيل أي أضرار في الوقت الحاضر.
وقالت السلطات إن موجات التسونامي الأولى التي تسبب فيها الزلزال بلغت بيساغوا في الشمال، وقد تصل بونتا اريناس في أقصى جنوب البلاد، خلال الساعات المقبلة.
وفي ايكويكي، أوضح مساعد وزير الداخلية أن ارتفاع المد البحري بلغ مترين ونصف متر، وينذر هذا بانهمار الأمواج.
حذر في الدول المجاورة
وفي الأكوادور، كتب الرئيس رافاييل كوريا على موقع تويتر “علينا أن نكون متنبهين وعلى استعداد على سواحلنا”.
وفي البيرو، سمعت أصوات إنذارات على الساحل الجنوبي، وأغلقت في العاصمة ليما كل الطرق على طول الساحل، وفق ما أعلنته رئيسة بلدية العاصمة سوسانا فيلاران.
كذلك أصدرت هندوراس إنذارا من وقوع تسونامي، لا سيما في خليج فونسيكا في شمال غرب البلاد، وطلبت من السكان متابعة النشرات الإخبارية خلال الساعات المقبلة.
وأفاد مركز التحذير من التسونامي في المحيط الهادىء، ومقره في هاواي، بأن الزلزال تسبب في أمواج بارتفاع أكثر من مترين.
وشعر بالزلزال القوي سكان مناطق تاكنا عند حدود تشيلي، واريكيبا وموكيغوا في جنوب البيرو، وفق المعهد الجيوفيزيائي في البيرو.
كذلك شعر بالزلزال سكان بوليفيا وخصوصا مدن لاباز واورورو في الغرب، وكوتشابامبا.
وفي العاصمة البوليفية، سارع سكان الطوابق العليا إلى مغادرة شققهم بسبب الهزات الارتدادية، وفق تقارير المراسلين.
وروت فتاة في الثانية عشرة تقيم مع عائلتها في مبنى مكون من 24 طابقا بوسط لاباز لفرانس برس “كنت في سريري وشعرت بأنه يهتز”.